د اخلاقو ميتافيزيک تاسيس
تأسيس ميتافيزيقا الأخلاق
ژانرونه
53
وقد ينبغي علينا أن نتجاوز معرفة الموضوعات إلى نقد الذات؛ أي إلى نقد العقل العملي الخالص،
54
إذ إن هذه القضية التركيبية، التي تأمر أمرا ضروريا، ينبغي أن يكون من المستطاع معرفتها بطريقة قبلية خالصة، ولكن هذه المسألة لا تدخل في القسم الحالي من الكتاب. بيد أن كون مبدأ الاستقلال الذاتي المذكور هو المبدأ الأوحد للأخلاق، فأمر يمكن توضيحه بسهولة بالتحليل البسيط لتصورات الأخلاق. إذ سيتبين من خلال ذلك كيف أن مبدأ الأخلاق لا بد أن يكون أمرا أخلاقيا، وأن هذا الأمر الأخلاقي لا يأمر بشيء يقل أو يزيد عن هذا الاستقلال نفسه.
تنافر الإرادة بوصفه مصدر جميع المبادئ غير الأصيلة للأخلاق
عندما تفتش الإرادة عن القانون الذي من شأنه أن يعينها «في شيء آخر» غير صلاحية مسلماتها لوضع تشريع كلي عام يصدر عنها، وعندما تفتش تبعا لذلك، متجاوزة ذاتها، عن هذا القانون في خاصية أحد موضوعاتها، فإن التنافر هو الذي ينتج عن ذلك دائما. عندئذ لا تعطي الإرادة لنفسها القانون، بل إن الموضوع هو الذي يعطيها إياه عن طريق العلاقة التي تربطه بها. هذه العلاقة، سواء أقامت على الميل أو على تصورات العقل، لا تسمح إلا بقيام الأوامر الشرطية:
55
علي أن أفعل هذا الشيء؛ «لأنني أريد شيئا آخر». أما الأمر الأخلاقي، وبالتالي الأمر المطلق، فإنه على العكس من ذلك يقول: إن علي أن أفعل على هذا النحو أو ذاك، حتى لو لم أرد شيئا آخر؛ فمثلا يقول من يتبع الأمر الأول: ينبغي علي ألا أكذب إذا أردت أن أحافظ على شرفي، أما من يتبع الأمر الثاني فيقول: ينبغي علي ألا أكذب حتى لو لم يجلب الكذب علي أدنى عار. يجب إذن أن يجرد هذا الأمر الأخير من كل موضوع، بحيث لا يكون لهذا الموضوع أي «تأثير» على الإرادة، وبحيث لا يقتصر العقل العملي (الإرادة) على أن يدير منفعة أجنبية، بل يثبت سلطانه الآمر فحسب بوصفه أعلى تشريع. هكذا يكون من واجبي مثلا أن أعمل على سعادة الآخرين، لا كما لو كان يهمني أن يتحقق وجودها (سواء كان ذلك عن طريق ميل مباشر، وكان بطريق غير مباشر عن إحساس بالرضا مصدره العقل) بل لمجرد أن المسلمة التي تستبعدها [أي السعادة ] لا يمكن أن تكون متضمنة في فعل إرادي واحد وبالذات.
تصنيف جميع المبادئ الأخلاقية التي يمكن أن تنتج عن التصور الأساسي الذي سلمنا به عن التنافر
لقد جرب العقل الإنساني هنا، كما جرب في كل موضع باشر فيه استعماله الخاص، طوال الفترة التي أعوزه فيها النقد، جميع الطرق الخاطئة قبل أن يعثر على طريقه الحقيقي الوحيد.
ناپیژندل شوی مخ