ومنه قولي أيضًا:
وصاحبٍ قال: صحِّفْ لي مَنْ تعذِّبُ قلبَكْ
فقلت: إن كان شيء فسِتُّنا بنتُ أزبك
فقال: قدِّمْ سواها، فقلتُ: أخِّرْ أغُلْبَك
ومنه قولي أيضًا:
ألا قُلْ لمن قد راحَ فينا مصحِّفًا وليس لهُ في مثل ذلك عائِبُ
بمصرَ وَبًا والقمحُ غضٌ كما ترى كذا الخَسُّ نبتُ الماءِ والنّخّ سائبُ
وتصحيف ذلك: تمصُّ روْثًا، والقُم جعْص، الحس بيت الماء والنحس أنت. ومنه قولي أيضًا:
وعاذلي ذاله استقرْ ولم تُصحَّفْ من شؤم بختي
إن قال: ماذا سباك منها؟ أقلْ سِوارٌ بكفِّ سِتي
ومن ذلك قصيدة وجدتُها لنور الدين أبي بكر محمد بن رستم الأسعردي، رحمه الله تعالى:
إني أقصُّ عليك أعجب ما يُرى ... منْ صُنع ربّي جلّ مَنْ قدْ قدّرا
فاسمعْ وعاينْ سَقْفَ بيتِك ساعةً ... تَرَ تحته ثورًا سميعًا مُبصِرا
وانظرْ الى الماء الزلالِ تجدْ بهِ ... كلبًا وليس تراه أن يتكدَّرا
إن شئت أن تلقى حمارًا ناطِقًا ... فانظرْ بمرآةٍ تجدْهُ مصوَّرا
طالعْ كِتابًا إنْ خلوْتَ بمجلسٍ ... ترَ ثَمَّ شيطانًا يطالِعُ أسطرا
واصعَدْ الى سطحٍ وغمّضْ ناظرًا ... لك إنّ فوق السطح تيسًا أعورا
1 / 39