(تَمِيم بن مر وأشياعها ... وَكِنْدَة حَولي جَمِيعًا صَبر)
وَآخر جُزْء من هَذَا الْبَيْت (فعل) وَهُوَ من الضَّرْب الثَّالِث من المتقارب وَلَيْسَ بالجائز لَهُ أَن يَأْتِي فِي قصيدة وَاحِدَة بِأَبْيَات من ضَرْبَيْنِ فَخفف لتَكون الأبيات كلهَا من ضرب وَاحِد وَسَوَاء فِي ذَلِك الصَّحِيح والمعتل " انْتهى مَا أوردهُ الْبَغْدَادِيّ.
(وَفِي هَذِه الْمَادَّة ص ٢٣٦) روى لعَمْرو بن شَاس فِي ابْنه عرار
(وَإِن عرارًا إِن يكن غير وَاضح ... فَأنى أحب الجون ذَا الْمنْكب العمم)
وَضبط (عرار) هُنَا بِفَتْح أَوله وَضبط بكسره فِي مَادَّة (ع م م - ج ١٥ ص ٣٢١) وَهُوَ الصَّوَاب. قَالَ الإِمَام التبريزي فِي شرح الأبيات الَّتِي مِنْهَا هَذَا الْبَيْت من الحماسة " سمي الرجل عرارًا من قَوْلهم عَار الظليم يعار عرارًا إِذا صَاح " وَهُوَ نَص على أَن الإسم مَنْقُول من مصدر عَار وَلَا يكون مصدر فَاعل من هَذِه الصِّيغَة إِلَّا مكسور الأول وَلم ينص أحد على شذوذ فِي مصدر هَذَا الْفِعْل. وأهمل الْقَامُوس هَذَا الإسم وَأوردهُ شَارِحه فِي الْمُسْتَدْرك وَضَبطه كسحاب أَي فتح أَوله كَأَنَّهُ توهمه مَنْقُولًا من العرار بِالْفَتْح وَهُوَ بنهار الْبر أَو النرجس الْبري وَفِيه يَقُول الصمَّة بن عبد الله الْقشيرِي
(تمتّع من شميم عرار نجد ... فَمَا بعد العشية من عرار)
وَالْقَوْل مَا قَالَ التبريزي لِأَنَّهُ على أَصله الْمَنْقُول عَنهُ وَهُوَ بِالْكَسْرِ كَمَا تقدم وَبِه قَالَ الْأُسْتَاذ الْحجَّة الشَّيْخ حَمْزَة فتح الله فِي الْمَوَاهِب الفتحية وَنَصّ عِبَارَته " وعرار بِكَسْر الْعين كَمَا ضبطناه وَإِن كرر ضَبطه فِي اللِّسَان بِفَتْحِهَا وَكَأَنَّهُ اعْتِمَادًا على شَارِح الْقَامُوس إِذْ ضَبطه كَذَلِك بالعبارة حَيْثُ قَالَ وعرار كسحاب ابْن عمر والخ وَهُوَ خطأ فليتنبه لَهُ وَالله أعلم " انْتهى. قلت وَقد أوقعهم هَذَا
1 / 40