قلت له : عسى أن تدخل معي الحمام : فقال : ما لي اليه من حاجة . فقلت له : انا أردت أن أخدمك فيه . فوافقني . فدخلت معه اليه . فلما كان وقت تجرده من وبه رأيت جلدا على عظم . فلما خرجنا من الحمام . أخرج من فيه أجرة الحمام فاذا راهم طرية وكذلك كانت عادته . متى احتاج إلى شيء مد يده فتناول دراهم طرية أخبرنا محمد بن علي بن عبد الله الأنصاري قال : حدثني الشيخ أبو محمد عبد اله بن عنمان الصنهاجي المعروف بالزرهوني قال : كنت أحضر مع [عبد الحميد) (425) مجلس آبي الحسن اين حرزهم فدفع الي يوما خمسة دراهم وقال : اشتر لي كبلا باربعة دراهم ونصف درهم واستاجر حدادا بنصف درهم وجتي االكبل والحداد إلى الدار . وكانت له دويرة في طرف مدينة فاس اشتراها بأربعة عشر دينارا . فقلت في نفسي : لعله راى مني ما يقتضي تأديي : ولم يكن بد من عل ما آمرني به . فاتيته بالكبل والحداد . فلما دخلنا عليه مد رجليه وامر الحداد أن اعل عليهما الكبل . فخفق قلبي خفقة شديدة . فلما خرج الحداد ، دفع الي درهما اوقال لي : ادفعه إلى الخباز واتني من عنده كل يوم بحبزة . فكنت آتيه كل يوم بخبز اا ادفعها له . فكنت أنظر إلى وجهه وهو أسمر اللون فأرى لونه يضرب إلى البياض فاقول : لعل ذلك من كد العبادة وكثرة الأوراد . فدام على تلك الحال إلى أن امرت عليه ثمانية وعشرون يوما . فبينما آنا اسير ذات يوم في طريق مدينة فاس إ اناداني ابو عبد الله الدقاق: يا عيد الله . ما هذا الذي فعلته مع [عبد الجيد] (5ددا فإني تمت اليوم في القائلة : فرأيتك في النوم وأنت تجر عبد الحميد اشريط جعلته في عنقه ، فما فعلتما؟ فتنبهت لكلامه واتطلقت مسرعا إلى دار [عيد الحميد ) (421) . فدخلت إليه وأخذت أفتش الدار إلى أن وجدت بموضع منها المانية والعشرين خبزة التي أتيته بها فإذا به كان يرميها بذلك الموضع ولا يأكلها .
ام احتلت له في طعام واتيته به وقلت له : والله ، لن لم تأكله طوعا لأطعمتكه كرها ! آتريد أن تقتل نفسك واكون شريكك في ذلك ! ففاضت عيناه بالدموع وقال لي وهو يبكي : يا عبد الله دعني ، إن هذه العدوة التي بين جنبي قد أهلكتي 15 42) ح: عبد المجيد.
43) كذلك.
431) كذلك.
ناپیژندل شوی مخ