ذكر تخصيص صلاة التسبيح بيوم الجمعة
قال الحافظ الخطيب البغدادي:
((ولا أعلم أحدا ذكر هذا التخصيص إلا في هذه الرواية، والله أعلم)) انتهى.
وقال ابن الصلاح: ((ولا تختص صلاة التسبيح بليلة الجمعة)).
ومن حديث أبي مالك العقيلي أن أبا الجوزاء كان يصليها بعد أذان الظهر قبل صلاته، والله أعلم.
وقال ابن ناصر الدين: ((وفي غالب طرق الحديث أن السورة التي تقرأ بعد الفاتحة في كل ركعة من هذه الصلاة مطلقة، قيدت في حديث نافع أبي هرمز، عن عطاء، عن ابن عباس في قوله: فاقرأ بفاتحة الكتاب وسورة إن شئت جعلتها من أول المفصل؛ وفي حديث أم سلمة: يقرأ فيهن بأربع سور من طوال المفصل، وأما أول المفصل فمختلف فيه مع الاتفاق فيها، اعلم أن آخره آخر {قل أعوذ برب الناس}، وقيل: أول المفصل، فقيل: من أول الصافات، وقيل من أول الجاثية، وقيل: من أول سورة غافر، وقيل: من أول سورة الفتح، وقيل: من أول الحجرات، وصحح هذا القول الشيخ أبو زكريا النووي، وقيل: من أول سورة ق، وقيل: من أول سورة الصف، وقيل: من أول تبارك، وقيل: من أول سورة سبح، وقيل: من سورة الضحى.
وأما طوال المفصل: فكالحجرات، وق، والذاريات، والواقعة، وأما أوساطه فكالجمعة، وأما قصاره فكالكوثر .
وقد ذكر الإمام أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح الحلبي -رحمة الله عليه-: أن من صلى صلاة التسبيح يقرأ بعد الفاتحة في الركعة الأولى: {سبح اسم ربك الأعلى}، وفي الثانية: {إذا زلزلت}، وفي الثالثة: {قل يا أيها الكافرون} وفي الرابعة: {قل هو الله أحد}.
وذكر بعض المتأخرين أنه يقرأ في الأولى سورة الواقعة، وفي الثانية تبارك، وفي الثالثة: إذا زلزلت، وفي الرابعة: قل هو الله أحد، وذلك لما ورد في فضائل هذه السور.
ويستحب لمصليها أن لا يقتصر على الذكر الوارد فيها في الركوع والسجود فقط، بل يسبح قبله تسبيح الركوع والسجود، ثم يأتي بذكر صلاة التسبيح، قال أبو محمد عبد العزيز بن أبي رزمة المروزي: يبدأ في الركوع: سبحان ربي العظيم ثلاثا، وفي السجود: سبحان ربي الأعلى ثلاثا، ثم يسبح التسبيحات.
مخ ۶۱