بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي سبح نفسه تعظيما، أحمده على جزيل نعمه عموما، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلها رحيما، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، الذي رغب العباد في الباقيات الصالحات من التكبير والتهليل والتحميد والتسبيح تكريما، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
وبعد:
مخ ۲۷
فهذا تعليق سميته ((الترشيح لبيان صلاة التسبيح))، سألني فيه العلامة شيخ الحنفية برهان الدين إبراهيم بن محمد بن عون الشاغوري، أمتع الله بحياته، ونفع بعلومه وبركاته، لما وقف على صلاة التسبيح في ((كتاب الغنية)) لمولانا خاتمة المجتهدين نجم الحق والدين العزميني -تغمده الله برحمته وأسكنه دار جنته- حيث قال في باب النوافل: أما صلاة التسبيح فقد أوردها الثقات، وهي صلاة مباركة، فيها ثواب عظيم ونفع جسيم، رواه العباس، وابنه عبد الله، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أخرجها عبد الله بن أبي حفص في ((جامعه))، وحميد بن زنجويه في جامعه في ((الترغيب)) بروايتين، والمختار منهما -يعني كما اختاره العبد، والقاضي، قاله في ((الغنية))، أن يقرأ: ((سبحانك اللهم))، إلى آخره، ثم يقول: ((سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر))، خمس عشرة مرة، ثم يقرأ الفاتحة، وسورة مثل سورة: ((والضحى))، ثم يقول: ((سبحان الله)) إلى آخره عشر مرات، ثم يرفع رأسه يكبر ويركع ويسبح ثلاثا، ثم يقول: ((سبحان الله)) إلى آخره عشر مرات، ثم يرفع رأسه ويقول: ((سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد))، ويقول: ((سبحان الله)) إلى آخره عشر مرات، ثم يكبر ويسجد ويسبح ثلاثا، ثم يقول: ((سبحان الله)) إلى آخره عشر مرات، ثم يرفع رأسه ويقعد ويقول: ((سبحان الله)) إلى آخره عشرا، ثم يكبر ويسجد ثانيا، ويسبح ثلاثا، ثم يقول: ((سبحان الله))، إلى آخره عشر، ثم يقوم، ويفعل في الثانية مثلما فعل في الأولى، يصلي أربع ركعات بتسليمة واحدة وبقعدتين، هكذا يقوله في كل ركعة خمسا وسبعين مرة، ولا يعد بالأصابع، فإنه يقدر أن يحفظ بالقلب، وإن احتاج يعد بجر الأصابع حتى لا يعتبر عملا كثيرا؛ ولم يذكر مجد الأئمة الترجماني وقتها، وذكر ابن زنجويه في أول الحديث أربع ركعات يصليهن من ليل أو نهار، وذكر في آخره: ((إلا غفر الله لك ذنوبك قديمها وحديثها، عمدها وخطأها، سرها وعلانيتها، وخرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك، فإذا استطعت أن تفعل ذلك كل يوم مرة، وإلا كل جمعة، وإلا فكل شهر، وإلا فكل سنة))؛ وفي ((شرح السنة)) زاد: ((وإلا ففي كل عمرك من الدنيا مرة واحدة)) انتهى.
فأجبته إلى سؤاله في الحين، مستعينا بالقادر رب العالمين، فأقول:
لحديث صلاة التسبيح هذه طرق مروية، غالبها غير قوية، وأمثلها حديث أبي الفضل العباس من رواية ابنه عبد الله بن عباس:
رواية ابن عباس
1- أخبرنا المحدث أبو بكر محمد بن أبي بكر بن أبي عمر الصالحي سماعا عليه بالعمدية بها، أنا المسند زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن يوسف بن أحمد الصالحي الشهير بابن فريج، وابن الطحان، والمسندة أم عبد الله عائشة ابنة إبراهيم بن خليل البعلي الشهيرة بابن الشرايحي قراءة عليهما وأنا أسمع مجتمعين بمنزلنا جواز دير الحنابلة بصالحية دمشق قالا: أنا أبو حفص عمر بن حسن بن زيد بن أسلم الراغي المزي سماعا، قال: بالخانقاة بالصالحية، وقالت: بجامع المزة، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد الصالحي الشهير بابن البخاري سماعا، أنا أبو حفص عمر بن محمد الحسباني، أنا أبو البدر إبراهيم بن محمد الكرخي (ح)، وشافهتني قالت أم عبد الرزاق خديجة ابنة عبد الكريم الصالحية، عن أم محمد عائشة بنت محمد بن عبد الهادي، عن أبي العباس أحمد بن أبي طالب الحجاز، أنبأنا أبو محمد الأرغب ابن أبي السعادات الحمامي، أنبأنا أبو محمد مسعود بن الحسن العفيفي، قال معروف الكرخي، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ، قال مسعود: إذنا، وقال أبو بكر سماعا (ح)، قال الحجار: وأنبأنا أبو المنجا عبد الله بن محمد الخزيمي، وأم أحمد بهية ابنة أبي بكر محمد الناقد ، أخبرني كلاهما عن أبي علي الحسن بن العباس الرستمي، أنبأنا أبو علي علي بن أحمد السيري، وأبو منصور محمد بن أحمد بن شكروية، قال هو وأبو بكر الحافظ، واللفظ له، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي سماعا، أنا أبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي سماعا (ح) وأنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن المتوكل عن أبي الوقت عبد الله بن عيسى الهروي، أنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عفيف سماعا، أنا أبو محمد منصور بن عبد الله الخالدي، أنا أبو بكر محمد بن بكر بن عبد الرزاق، قال هو والراوي: أنا أبو داود سليمان بن الأشعث الحافظ، ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري، ثنا موسى بن عبد العزيز، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للعباس بن عبد المطلب:
مخ ۲۸
((يا عباس يا عماه، ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟، ألا أخبرك؟ ألا أفعل بك عشر خصال، إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره، وقديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سره وعلانيته، أن تصلي أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة قلت وأنت قائم:
سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا، ثم تهوي ساجدا فتقولها وأنت ساجد عشرا، ثم ترفع رأسك من السجود فتقرأها عشرا، ثم تسجد فتقرأها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات، إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة)).
تابعه أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه فقال في ((سننه)):
ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري فذكره.
ورواه أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال عن عبد الرحمن بن بشر.
وخرجه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني في ((سننه)) في صلاة التسبيح عن أبي بكر النيسابوري عبد الله بن محمد بن زياد، ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم فذكره. ورواه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني في ((معجمه الكبير))، فقال: ثنا عيسى بن القاسم، ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، ثنا موسى بن عبد العزيز العدني، حدثني الحسن بن أبان، عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للعباس:
مخ ۲۹
((يا عماه، ألا أعطيك؟، ألا أمنحك؟، ألا أخبرك؟، ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره، قديمه وحديثه، سره وعلانيته، صغيره وكبيره، خطأه وعمده، أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة منها فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة أول ركعة قلت وأنت قائم: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا، ثم ترفع رأسك فتقول وأنت قائم عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولها وأنت جالس عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا، فذلك خمسة وسبعون، تفعل ذلك في أربع ركعات، فلو كانت ذنوبك مثل زبد البحر أو رمل عالج غفرها الله لك)).
حديث عكرمة هذا صححه أبو داود، وأبو بكر محمد بن الحسين الآجري وغيرهما.
مخ ۳۰
وقال أبو بكر بن أبي داود: سمعت أبي يقول: ((ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا)).
مخ ۳۲
وقال البيهقي: ((كان عبد الله بن المبارك يفعلها، وتداوله الصالحون بعضهم عن بعض، وفيه تقوية للحديث المرفوع)) انتهى.
وأما ذكر أبو الفرج بن الجوزي للحديث من طريق بينه في كتابه ((الموضوعات))، ففيه نظر لما تقدم عن أبي داود وغيره.
وقد بلغنا عن وهب بن زمعة المروزي قال: قال عبد العزيز بن أبي رواد: ((من أراد الجنة فعليه بهذه الصلاة)).
وقال أبو عيسى الترمذي: ((وقد رأى ابن المبارك وغيره من أهل العلم صلاة التسبيح وذكروا الفضل فيه)).
وقال الترمذي أيضا: ((قال أحمد بن عبدة: [وحدثنا] وهب بن زمعة [قال]: أخبرني عبد العزيز، وهو ابن أبي رزمة قال: قلت لعبد الله بن المبارك: إن سها فيها أيسبح في سجدتي السهو عشرا عشرا؟.
قال: لا، إنما هي ثلاثمائة تسبيحة)).
فهذا يدل على شهرة هذه الصلاة واستفشائها بين الأئمة والرواة. وقد ذكرها الأئمة في مصنفاتهم، كأبي داود، والترمذي، وابن ماجه، والطبراني، والدارقطني، والبيهقي، وأبي محمد البغوي، وأبي المحاسن الروياني، وغيرهم من أئمة المسلمين، رحمة الله عليهم أجمعين.
وممن صحح الحديث المشار إليه: أبو موسى محمد بن أبي بكر المديني وصنف فيه مصنفا سماه: ((كتاب تصحيح حديث التسبيح من الحجة الواضحة والكلام الفصيح)).
مخ ۳۳
والحافظ أبو بكر محمد بن أبي بكر عبد العزيز بن ناصر الدين، وصنف فيه مصنفا سماه: ((الترجيح لحديث صلاة التسبيح)).
وقال فيه: ((وللحديث طرق جمة معروفة بين الأئمة أمثلها في الاقتباس حديث عكرمة عن ابن عباس)) انتهى.
ومن هذه الطرق:
2- ما قرأت عن أستاذي زين الدين محمد بن خليل اللبودي الصالحي بمنزله بها، أخبرك القاضي نظام الدين محمد بن إبراهيم بن مفلح الصالحي قراءة عليه وأنتم تسمعون بمدرسة بها فأقر به، أنا الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن المحب الصالحي، عن الحافظ أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي (ح).
وكتب إلي عاليا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي عمر المسيري منها عن أم محمد عائشة بنت المحتسب العمري عن الحافظ أبي الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن يحيى اللقوني بقراءتي عليه بدمشق، أنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن منصور الربعي، أنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر سماعا عليه بجامع دمشق، أنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الحسن السلمي، أنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي (ح).
مخ ۳۴
قال أبو القاسم الربعي: وأنبأنا به عاليا جدي محفوظ، والفضل بن سهام الخضر بن الحسين بن عبد الله، والفقيه نصر الله محمد بن عبد القوي السيسي عن الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، أنا محمد بن أحمد بن رزق، ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي بقراءتي عليه، قلت له: حدثكم أحمد بن علي بن مسلم الأبار، ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري (ح) قال الحافظ أبو بكر: وأنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار الأصبهاني، ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي، ثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم قالا: ثنا موسى بن عبد العزيز، حدثني الحكم بن أبان، حدثني عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للعباس بن عبد المطلب: ((ألا أعلمك؟، ألا أمنحك؟)) في حديث الأبار: ((يا عباس، يا عماه، ألا أعطيك؟، ألا أمنحك؟، ألا أخبرك؟، ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله ذنبك -لم يقل ابن رزق والحسين ذلك- أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سره وعلانيته، أن تصلي أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب -قال الأبار: في كل ركعة منها بفاتحة الكتاب-، وسورة، فإذا، -وقال الأبار: فرغت من القراءة-، في أول ركعة قلت: وأنت قائم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع وتقولها، -وقال الصيرفي: فتقول وأنت راكع عشرا، ثم ترفع رأسك-، زاد الصيرفي: فتقولها وأنت ساجد عشرا، ثم ترفع رأسك، -زاد الصيرفي: من السجود-، فتقولها وأنت ساجد عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا، فذاك اثنان وسبعون، -زاد الصيرفي: في كل ركعة، تفعل ذلك في أربع ركعات، إن استطعت أن تصليها كل يوم، -وقال الصيرفي: في كل يوم مرة، فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهرة مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة)).
وبه إلى الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي قال بعد أن ساق هذا الحديث في جزئه الذي صنفه في ((صلاة التسبيح)):
((هكذا روى هذا الحديث موسى بن عبد العزيز، وعن أبو شعيب القنباري، عن الحكم بن أبان موصولا مرفوعا؛ وخالفه إبراهيم بن الحكم بن أبان فرواه عن أبيه عن عكرمة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرسلا، لم يذكر فيه ابن عباس، وقد روى عبد القدوس بن حبيب الشامي، عن مجاهد بن جبر، عن عبد الله بن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علمه ذلك؛ وروى عن محمد بن جحادة الأودي عن عمرو بن مالك، وعن يحيى بن سعيد الإسناوي، وعن أبي مالك العقيلي، أربعتهم عن أبي الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي، عن ابن عباس؛ أما ابن جحادة فروي عنه مرفوعا وموقوفا، وأما الآخرون فروي عنهم موقوفا غير مرفوع)).
فأما حديث إبراهيم بن الحكم بن أبان، عن أبيه الذي رواه عن
عكرمة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا:
3- فأخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحريثي بنيسابور، ثنا أبو محمد حامد بن أحمد الطوسي، ثنا محمد بن رافع، ثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان، حدثني أبي عن عكرمة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
مخ ۳۵
((يا عباس، يا عم رسول الله، ألا أهدي لك؟، ألا أمنحك؟، ألا أزودك؟، ألا أهب لك؟، ألا أعطيك؟، ألا أخبرك؟، صل أربع ركعات من ليل شئت أو من نهار، فإذا كبرت فاقرأ ما شئت، وإذا فرغت من قراءتك فقل خمس عشرة مرة: الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ثم اركع، فإذا ركعت قلت وأنت راكع عشر مرات: الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ثم ارفع رأسك فقل عشر مرات قبل أن تخر ساجدا، ثم اسجد فقلها عشرا وأنت ساجد، ثم ارفع رأسك فقلها عشرا، ثم اسجد الثانية فقلها عشرا وأنت ساجد، ثم ارفع رأسك فقلها عشرا قبل أن تقوم، ثم قم فاقرأها قراءة، ثم قلها خمس عشرة مرة بعد أن تقرأ، ثم قلها عشرا عشرا كما قلت في الركعة الأولى، ثم الباقية، فإنه يغفر لك ذنبك صغيره وكبيره، وحديثه وقديمه، وعمده وخطأه، سره وعلانيته، فإن استطعت في كل يوم مرة، وإلا ففي كل جمعة مرة، وإلا ففي كل شهر مرة، وإلا ففي كل سنة مرة، وإلا ففي عمرك مرة واحدة)).
وأما حديث عبد القدوس بن حبيب عن مجاهد عن ابن عباس:
4- فأخبرناه أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ بأصبهان، ثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، ثنا إبراهيم بن محمد بن مرة الصنعاني، ثنا هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي، ثنا موسى بن جعفر بن أبي كثير، عن عبد القدوس بن حبيب، عن مجاهد عن ابن عباس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له:
مخ ۳۶
((يا غلام ألا أخبرك؟، ألا أعلمك؟، ألا أعطيك؟))، قلت: بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال: فظننت أنه سيقطع لي قطعة من مال، فقال: ((أربعا تصليهن في كل يوم فتقرأ بأم القرآن وسورة، ثم تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فتقولها عشرا، ثم ترفع فتقولها عشرا، ثم تفعل في صلاتك كلها مثل ذلك، فإذا فرغت قلت بعد التشهد قبل السلام: اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجد أهل الخير، وطلب أهل الذمة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم حتى أخافك، اللهم إني أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك حتى أعمل بطاعتك عملا أستحق به رضاك، وحتى أناصحك في التوبة خوفا منك، وحتى أخلص لك النصيحة حبا لك، وحتى أتوكل عليك في الأمور حسن الظن بك، سبحان خالق النور، فإذا فعلت ذلك يا ابن عباس، غفر الله لك ذنوبك صغيرها وكبيرها، وقديمها وحديثها، وسرها وعلانيتها، وعمدها وخطأها)).
كذا رواه الخطيب البغدادي بلفظ: ((تصليهن في كل يوم فتقرأ))، وفيه سقط، وهو: ((فإن لم تستطع ففي كل جمعة مرة، فإن لم تستطع ففي كل شهر مرة، فإن لم تستطع ففي كل سنة مرة، فإن لم تستطع ففي عمرك مرة، ثم تكبر، ثم تقول:)).
هكذا حدث به أبو نعيم في كتابه ((قربان المتقين))، ورواه بالإسناد والمتن نحوه في كتابه ((حلية الأولياء))، وشيخه الطبراني في ((معجمه الأوسط)) ثم قال الخطيب البغدادي:
وأما حديث محمد بن جحادة، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس
المرفوع:
5- فأخبرنا علي بن يحيى بن جعفر الإمام بأصبهان، ثنا سليمان بن أيوب الطبراني، ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، ثنا محمد بن عون، ثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، عن محمد بن جحادة، عن أبي الجوزاء، قال: قال ابن عباس: يا أبا الجوزاء، ألا أحبوك؟، ألا أنحلك؟، ألا أعطيك؟، قلت: بلى، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
((من صلى أربعا من الركعات يقرأ في كل ركعة بأم الكتاب وسورة، فإذا فرغ من القراءة قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فهذه واحدة، حتى يكمل خمسة عشرة، ثم تركع فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا، فهذه خمس وسبعون في كل ركعة، حتى تفرغ من أربع ركعات فمن صلاهن كفر له كل ذنب عمله قليل أو كثير، قديم أو حديث، سر أو علانية، كان أو هو كائن)).
كذا رواه الخطيب البغدادي، ولم يزد على هذا.
وقد قال الطبراني في ((معجمه الأوسط)) بعد أن ساق هذا الحديث بهذا الإسناد فيه: ((لم يروه عن محمد بن جحادة إلا يحيى بن عقبة، تفرد بن محرز بن عون)) انتهى.
مخ ۳۷
وفيه نظر لما سيأتي من رواية أبي جناب له، عن محمد بن جحادة، اللهم إلا أن يريد الطبراني بالتفرد في رفع الحديث، فإن رواية يحيى بن عقبة مرفوعة، ورواية أبي جناب موقوفة، والله أعلم، ويحيى بن عقبة يرمى بالكذب.
قال الخطيب البغدادي: وأما حديث محمد بن جحادة الموقوف:
6- فأخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد الأنماطي، أنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى الحافظ، ثنا أبو علي الحسن بن محمد بن شعبة، ثنا محمد بن عمران الهمداني، قال: وأنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله القرشي، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ، ثنا محمد بن مخلد، ثنا محمد بن إبراهيم بن حفص أبو سفيان الترمذي سنة 293، ثنا الجارود بن معاذ، واللفظ لحديثه، قالا: ثنا القاسم بن الحكم أبو جناب، عن محمد بن جحادة، عن أبي الجوزاء، قال: جاورت ابن عباس اثنتي عشرة سنة ما تركت آية من القرآن إلا سألته عنها فقال ابن عباس: ألا أحبوك؟، ألا أدلك؟، ألا أرفدك؟، ألا أعلمك؟، ما إذا فعلته غفرت لك ذنوبك سرها وعلانيتها؟، قديمها وحديثها ما كان وما هو كائن؟
قلت: بلى، قال: فإذا قرأت فقل: لا إله إلا الله، والحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر، خمس عشرة مرة، ثم اركع فقلها عشرا، ثم ارفع فقلها عشرا، ثم اسجد فقلها عشرا، ثم ارفع فقلها عشرا، ثم اسجد فقلها عشرا، ثم ارفع فقلها عشرا في كل ركعة خمس وسبعون مرة، في كل ركعتين خمسون ومائة، في كل أربع ثلاثمائة، فذلك في الحساب ألف ومائتان، وفي الحسنات اثنا عشر ألفا.
كذا رواه الخطيب البغدادي، ولم يزد على هذا ولم يسم أبا جناب تبعا لأبي الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ الدارقطني اسمه: يحيى بن أبي حية الكلبي، ثم قال الخطيب:
وأما حديث عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء عن ابن عباس:
مخ ۳۸
7- فأخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر، ومحمد بن عبد الملك القرشي، قالا: أنا علي بن عمر الحافظ، قال: قرئ على عبد الله بن محمد بن عبد العزيز وأنا أسمع حدثكم محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ثنا يحيى بن عمرو بن مالك، قال: سمعت أبي يحدث عن أبي الجوزاء، قال: بعث ابن عباس إلى أبي الجوزاء فقال: ألا أخبرك؟ ألا أحبوك؟، ألا أعلمك شيئا لو كنت أعظم أهل الأرض ذنبا لغفر الله لك؟. قال: أربع ركعات تصليهن قبل الظهر، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، ثم تسبح على إثرها خمس عشرة تسبيحة، وتحمد الله خمس عشرة، وتهلل خمس عشرة، وتكبر خمس عشرة، ثم تركع فإذا ركعت سبحت عشرا، وحمدت عشرا، وهللت عشرا، وكبرت عشرا، فإذا خررت ساجدا فسبح واحمد الله وكبر وهلل، ثم ارفع رأسك فافعل نحوا مما فعلت، ثم اسجد فسبح واحمد الله وكبر وهلل، ثم ارفع رأسك، فافعل كما فعلت في السجود هذه بركعة واحدة، والثلاث البواقي مثل فعل هذه.
كذا رواه الخطيب البغدادي، والدارقطني في مصنفه في ((صلاة التسبيح))، بلفظ: ((ثم ارفع رأسك فافعل نحوا مما فعلت إلى آخره))، قال الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين، يعني: ثم اسجد فافعل نحوا مما فعلت، ثم ارفع رأسك فافعل كما فعلت في السجود.
وقد تابع يحيى على روح بن المسيب، عن عمرو بن مالك، ثم قال الخطيب:
8- أخبرني علي بن أبي علي البصري، ثنا علي بن محمد بن محمد الحربي، ثنا عبد الله بن سليمان، ثنا عبد الله بن محمد بن يحيى الضعيف، ثنا يزيد بن هارون، ثنا روح بن المسيب، ثنا عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس، بهذا الحديث.
كذا رواه الخطيب، وقد أشار أبو داود إلى حديث روح هذا.
ورواه أبو الحسن الدارقطني في مصنفه في ((صلاة التسبيح)) فقال:
مخ ۳۹
9- حدثنا دعلج بن أحمد بن دعلج، ثنا جعفر بن محمد الترك، أنا يحيى بن يحيى، أنا روح بن المسيب الكليبي، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس، قال: أربع ركعات تصليهن من الليل ومن النهار تكبر، ثم تقرأ بأم القرآن وسورة، ثم تسبح خمس عشرة، وتحمد خمس عشرة، وتكبر خمس عشرة، وتهلل خمس عشرة، يعني: ثم تركع بعد ذلك، ثم تسبح عشرا، وتحمد عشرا، وتكبر عشرا، وتهلل عشرا، ثم ترفع رأسك تسبح عشرا، وتحمد عشرا، وتكبر عشرا، وتهلل عشرا، ثم تكبر وتسجد وتسبح عشرا، وتحمد عشرا، وتكبر عشرا، وتهلل عشرا، ثم ترفع رأسك وتسبح عشرا، وتحمد عشرا، وتكبر عشرا، وتهلل عشرا، ثم تسجد وتسبح عشرا، وتحمد عشرا، وتكبر عشرا، وتهلل عشرا، ثم ترفع رأسك فتسبح عشرا، وتحمد عشرا، وتكبر عشرا، وتهلل عشرا، فتلك ثلاثمائة تسبيحة سار لمن .. .. (¬1) ، وهي ألف ومائتا تسبيحة في أربع ركعات، فيغفر الله ذنوبك، حديثها وقديمها، سرها وعلانيتها، عمدها وخطأها، تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك، فإن استطعت أن تفعل ذلك كل يوم فافعل، وإلا فكل جمعة، وإلا فكل شهر، وإلا فكل سنة)).
وقد تابع يحيى عليه أيضا عباد بن عباد المهلبي، عن عمرو بن مالك، فيما (¬1) أبو الحسن الدارقطني في ((مصنفه المذكور)) مختصرا ومطولا، فقال:
10- ثنا أبو طالب الكاتب علي بن محمد بن أحمد بن أبي الجهم، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا عباد بن عباد المهلبي، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس، هذا الحديث نحوه، هكذا اختصره، ثم رواه بالإسناد بطوله فقال:
11- ثنا أبو طالب الكاتب علي بن أحمد، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا عباد بن عباد المهلبي، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، قال: قال ابن عباس: ألا أخبرك؟، ألا أفيدك؟، ألا أحبوك؟، ألا أدلك؟.
قال: قلت: بلى. قال: تقوم للصلاة فتكبر فتقرأ بأم القرآن وسورة، فإذا فرغت سبحت خمس عشرة مرة، وحمدت خمس عشرة مرة، وكبرت خمس عشرة مرة، وهللت خمس عشرة مرة، ثم تركع فتسبح عشرا، وتحمد عشرا، وتكبر عشرا، وتهلل عشرا، ثم ترفع رأسك، فتسبح عشرا، وتحمد عشرا، وتكبر عشرا، وتهلل عشرا، ثم تسجد فتسبح عشرا، وتحمد عشرا، وتكبر عشرا، وتهلل عشرا، ثم ترفع رأسك، فتسبح عشرا، وتحمد عشرا، وتكبر عشرا، وتهلل عشرا، ثم تسجد فتسبح عشرا ، وتحمد عشرا، وتكبر عشرا، وتهلل عشرا، ثم تلبي فتقول مثل ذلك، ثم تقوم وتركع مرة أخرى، وتصنع فيها كما صنعت في الأولى، ثم تصلي ركعتين أخريين تصنع فيهما كما صنعت في الأوليين، يغفر الله لك ذنوبك، قديمها وحديثها، صغيرها وكبيرها، وسرها وعلانيتها، وعمدها وخطأها)).
قال عباد: قال عمرو بن مالك: كان أبو الجوزاء يأتي المسجد إذا نودي لصلاة الظهر فيقول للمؤذن: لا تعجلني عن ركعاتي، فيصليهن ما بين الأذان والإقامة إلى الظهر.
ثم قال الخطيب: وأما حديث يحيى بن سعيد، عن أبي الجوزاء، عن
ابن عباس:
مخ ۴۰
12- فأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الجوهري، أنا محمد بن المظفر الحافظ، ثنا إسحاق بن محمد بن مروان، نا أبي، نا أبو عاصم عصمة بن عبد الله الأسدي، ثنا محمد بن عبد الله، عن يحيى بن سعيد، عن أبي الجوزاء، قال: قال ابن عباس: ألا أحبوك؟، ألا أعطيك؟، ألا أخبرك بشيء إذا فعلته غفرت لك ذنوبك ما أسررت منها وما أعلنت، وما عملت منها وما أنت عامل؟، قال: قلت: بلى، قال: تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة معها، وتسبح مع كل تكبيرة خمس عشرة، وتحمد خمس عشرة، وتهلل خمس عشرة، وتكبر خمس عشرة، قال: قلت: لا أقوى على هذا في كل يوم؛ قال: ففي كل جمعة، قال: قلت: لا أقوى، قال: ففي كل شهر، قال: قلت: لا أقوى، قال: ففي كل سنة)).
وأما حديث أبي مالك العقيلي عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس:
13- فأخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي بنيسابور، أنا محمد بن عبد الله بن محمد الصفار الأصبهاني، ثنا عبيد الله بن محمد القرشي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا أشرس أبو سفيان، عن أبي مالك العقيلي، قال: كنت مع أبي الجوزاء، وكان إمام قومه، فقال للمؤذن إذا أذنت فلا تقم الصلاة حتى أصلي، فصلاهن مرارا وأنا معه قبل الظهر أربع ركعات، فسألته فقال: حدثني ابن عباس قال: ما من رجل صلى هذه الأربع ركعات، ثم كانت له ذنوب مثل زبد البحر إلا غفرت له ذنوبه، فقلت: وما زبد البحر؟؛ فقال: إن هذا الخلق أحاط بهم بحر، فقلت: وما بعد البحر؟، قال: هواء، قلت: وما بعد الهواء؟ قال: بحر أحاط بهذا الهواء، والبحر الداخل إلى سبعة أبحر، والثامن هواء؛ قلت: وما بعد الثامن؟. قال: ثم انتهى الأمر، لو أن رجلا صلى هذه الأربع ركعات ثم كانت ذنوبه مثل هذه البحور السبعة وما في ذاك الهواء من شجرة أو ورقة أو حصى أو ثرى إلا انصرف مغفورا له؛ قال: كان ابن عباس يقوم فيكبر، ثم يقرأ، ثم يقول بعد القراءة خمس عشرة مرة: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فهذه واحدة، ثم تركع فتقولها عشر مرات، وحين ترفع عشر مرات، وحين تسجد عشر مرات، وحين ترفع عشر مرات، وحين تسجد عشر مرات، وحين ترفع عشر مرات، ثم تقوم فتقولها خمس عشرة مرة))؛ انتهى كلام الخطيب البغدادي في سياق هذا الحديث من طريق ابن عباس، ولم يذكر رواية عطاء عنه، وهي في ((معجم الطبراني الكبير)).
14- أخبرنا بها أبو عبد الله محمد بن أبي الصدف البغدادي الصالحي بقراءتي عليه بها، أنا الحافظ أبو الوفاء إبراهيم بن محمد الحلبي بقراءتي عليه بها، أنا أبو محمد عبد الله بن علي بن خطاب، أنا أبو عبد الله محمد بن علي الحلبي (ح).
قال أبو الوفاء: وشافهني أبو الفضل محمد بن عبد الله الحلبي بها، عن أبي سعيد سنقر بن عبد الله الزينبي إن لم يكن سماعا، قال أبو عبد الله الحلبي: أنا الحافظ شمس الدين أبو الحجاج يوسف بن خليل الحلبي (ح).
وأذن لي عاليا يحيى بن محمد الدمشقي، عن أم محمد عائشة ابنة محمد بن الزين أبي الحجاج يوسف بن خليل الحلبي (ح).
مخ ۴۱
قال أبو الوفاء: وأجازني به عاليا البدر حسن بن أحمد بن الهبل، عن أبي الحسن علي بن أحمد البخاري، أنا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد الكرافي؛ قال ابن البخاري كتابة، وقال ابن خليل: سماعا وإجازة، زاد فقال: وأنا أبو جعفر محمد بن إسماعيل الطرسوسي قال: أنا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن فاذشاه (ح).
قال ابن البخاري: وكتب إلي أبو جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني، وأم هانئ عفيفة بنت أحمد الفارقانية قالا: أخبرتنا أم إبراهيم فاطمة بنت عبد الله بن عقيل، قالت: أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، قال هو وابن فاذشاه، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الحافظ: ثنا إبراهيم بن نائلة، ثنا شيبان بن فروخ، ثنا نافع أبو هرمز، عن عطاء، عن ابن عباس قال: جاء العباس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ساعة لم يكن يأتيه فيها، فقيل: يا رسول الله هذا عمك على الباب، فقال: ((ائذنوا له، فقد جاء لأمر)).
فلما دخل عليه قال: ((ما جاء بك يا عماه هذه الساعة؟ وليس ساعتك التي كنت تجيء فيها؟))، قال: يا ابن أخي ذكرت الجاهلية وجهلها فضاقت علي الدنيا بما رحبت، فقلت: من يفرج عني؟، فعرفت أنه لا يفرج عني إلا الله ثم أنت، فقال: ((الحمد لله الذي أوقع هذا في قلبك، وددت أبا طالب أخذ نصيبه ولكن الله يفعل ما يشاء))، قال: ((ألا أحبوك؟)) قال: نعم. قال: ((ألا أعطيك؟))، قال: نعم، قال: ((فإذا كنت ساعة يصلى فيها ليست بعد العصر ولا بعد طلوع الشمس فيما بين ذلك فأسبغ طهورك، ثم قم إلى الله -عز وجل- فاقرأ بفاتحة الكتاب وسورة إن شئت جعلتها من أول المفصل، فإذا فرغت من السورة فقل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر خمس عشرة مرة، فإذا ركعت فقل ذلك عشر مرات، فإذا رفعت رأسك فقل ذلك عشر مرات)).
مخ ۴۲
رواية علي بن أبي طالب
وقد وقع لنا هذا الحديث من رواية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:
15- رويناه بالسند المار إلى الخطيب البغدادي قال: أنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر إمام المسجد الجامع بأصبهان -وما كتبته إلا عنه-، ثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، ثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي، ثنا الحسن بن جبلة الشيرازي، أنا أبو منصور أيوب بن سليمان الرقي، ثنا عيسى بن يونس، عن سفيان الثوري، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الرحمن، عن علي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من صلى أربع ركعات في يوم الجمعة يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب عشرا)). ثم ذكر حديث صلاة التسبيح بطوله.
مخ ۴۳
16- قال الخطيب: وأخبرني القاضي أبو القاسم علي بن الحسن بن علي التنوخي، ثنا أبو محمد سهل بن أحمد الديباجي، ثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث بمصر، ثنا أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده جعفر، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، أنه تلقاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبل بين عينيه فلما جلسا قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا أعطيك، ألا أمنحك، ألا أحبوك؟))، قال: بلى يا رسول الله، قال: ((تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة: الحمد وسورة، ثم تقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر، خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع فتقولها عشرا، فذلك خمس وسبعون مرة، في كل ركعة، فإن استطعت أن تصليها في كل يوم فافعل، فإن لم تستطع في كل يوم ففي كل جمعة، فإن لم تستطع في كل جمعة ففي كل شهر، فإن لم تستطع ففي كل سنة، فإن لم تستطع في كل سنة ففي عمرك مرة، فإذا فعلت ذلك غفر الله ذنبك، كبيره وصغيره، خطأوه وعمده، قديمه وحديثه )).
كذا رواه الخطيب البغدادي ولم يزد على ذلك.
17- وقد جاء حديث علي بن أبي طالب هذا من مراسيل عمر مولى غفرة عنه. قال أبو الحسن الدارقطني في ((مصنفه في صلاة التسبيح)): ((ثنا محمد بن أحمد بن الحسن بن أسامة، ثنا بشر بن موسى، ثنا إبراهيم الأرقمي، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، عن عمر بن عبد الله مولى غفرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي بن أبي طالب: ((يا علي ألا أهدي لك؟، ألا أعطيك؟، ألا أمنحك؟)) قال: حتى ظننت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطيني جبال تهامة ذهبا، قال: ((إذا قمت إلى الصلاة فقل: الله أكبر، والحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، تقولها خمس عشرة مرة))، ثم ذكر الحديث إلى آخره، هكذا ساقه الدارقطني مختصرا.
رواية جعفر بن أبي طالب
ووقع لنا هذا الحديث أيضا من رواية جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه-، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسند المتقدم إلى الخطيب البغدادي.
مخ ۴۴
18- قال: أخبرني أبو أحمد عبد الوهاب بن الحسن الحربي، أنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد الهروي، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الحنظلي الرازي، ثنا أبي، حدثني أبو غسان معاوية بن عبد الله الليثي بمدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ثنا عبد الله بن نافع، عن عبد الله بن عمر بن حفص بن نافع، عن نافع، عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، عن أبيه جعفر بن أبي طالب، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لجعفر بن أبي طالب: ((ألا أهب لك؟، ألا أنحلك؟))، فقال جعفر: بلى يا رسول الله، قال: ((تصلي أربع ركعات تقرأ بأم القرآن وسورة، ثم تقول بعد ذلك: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، خمس عشرة مرة)) فذكر الحديث، يعني: في صلاة التسبيح، هكذا رواه الخطيب البغدادي ولم يزد على ذلك.
وقد جاء من رواية علي عن أخيه جعفر.
19- خرجه أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري في كتابه ((الدعوات)) من حديث أبي علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي، ثنا أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده جعفر، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب قال: لما قدم جعفر بن أبي طالب تلقاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبل بين عينيه، فذكر بنحو ما تقدم عن علي سواء.
هذه أشهر طرق حديث جعفر من رواية أخيه علي، مع أن ابن الأشعث تفرد به، عن موسى العلوي فيما أعلم.
مخ ۴۵
20- وقال يحيى بن محمد بن صاعد: ثنا محمد بن عبد الملك، ثنا الحسن بن قتيبة، ثنا عبد الله بن زياد -وهو: ابن سمعان-، ثنا معاوية وعون ابنا عبد الله بن جعفر عن أبيهما، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لجعفر: ((ألا أعطيك؟، ألا أمنحك؟، الا أحبوك؟)) وذكر الحديث بطوله.
21- وقال الدارقطني في مصنفه في ((صلاة التسبيح)):
ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى أبو علي، سمعت علي بن واهر جار لنا، ثنا علي بن عاصم، عن عبد الله بن زياد بن سمعان، ثنا معاوية وإسماعيل ابنا عبد الله بن جعفر، عن أبيهما عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ألا أعطيك؟، ألا أحبوك؟، ألا أمنحك؟))، وظننت أنه غنى الدهر، قلت: بلى يا رسول الله، قال: ((تفتتح الصلاة وتقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها عشرا، ثم تقول: سمع الله لمن حمده فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع فتقولها عشرا، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، مائة وخمسون في ركعتين، ثلاثمائة في أربع ركعات، فإن استطعت أن تصليها في كل يوم فافعل، فإن لم تستطع ففي كل ثلاث، فإن لم تستطع ففي كل جمعة، فإن لم تستطع ففي كل شهر، فإن لم تستطع ففي كل ستة أشهر، فإن لم تستطع ففي كل سنة، فإن لم تستطع في الدهر مرة، فلو كان عليك من الذنوب بعدد نجوم السماء، وقطر السماء، وزبد البحر، ورمل عالج، وإبل غطفان، وأيام الدنيا ذنوبا، غفر الله لك)).
وقد بوب الدارقطني على هذا الحديث بقوله:
((ذكر من قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - علمها لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب)). ورواية ابن صاعد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علمها لجعفر كما تقدم، وهو المعروف، ويعضده ما قال أبو حفص محمد بن محمد البغدادي.
مخ ۴۶
22- أنا إبراهيم بن عبد الله بن سويد الصنعاني بها، أنا عبد الرزاق بن همام، أخبرني داود بن قيس، عن إسماعيل بن رافع، عن جعفر بن أبي طالب، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((ألا أمنحك، ألا أحبوك، ألا أوثرك؟))، حتى ظنت أنه سيقطع لي البحرين، قال: ((تصلي أربع ركعات تقرأ بأم القرآن في كل ركعة وسورة، ثم تقول: الحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر، ولا إله إلا الله، حتى تعدها خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها عشرا، وترفع رأسك وتقولها عشرا، وتسجد وتقولها عشرا، وترفع رأسك وتقولها عشرا، وتسجد وتقولها وأنت ساجد عشرا، ثم ترفع رأسك وتقولها عشرا، وأنت جالس، فذلك خمس وسبعون، وفي الثلاث الأخر كذلك، فذلك ثلاثمائة مجموعة، وإذا فرقتها كانت ألفا ومئتين.
قال: وكان يستحب أن تقرأ السورة التي بعد أم القرآن عشرين آية فصاعدا إلى تسعين في يومك أو ليلتك أو جمعتك أو في شهرك أو في سنتك أو في عمرك، لو كانت ذنوبك عدد نجوم السماء، وعدد القطر، أو عدد رمل عالج، أو عدد أيام الدنيا لغفر الله لك)).
حديث إسماعيل بن رافع
وجاء مرسلا من حديث إسماعيل بن رافع المذكور فيما رويناه بالسند الماضي إلى الخطيب البغدادي:
مخ ۴۷