فهذا تعليق سميته ((الترشيح لبيان صلاة التسبيح))، سألني فيه العلامة شيخ الحنفية برهان الدين إبراهيم بن محمد بن عون الشاغوري، أمتع الله بحياته، ونفع بعلومه وبركاته، لما وقف على صلاة التسبيح في ((كتاب الغنية)) لمولانا خاتمة المجتهدين نجم الحق والدين العزميني -تغمده الله برحمته وأسكنه دار جنته- حيث قال في باب النوافل: أما صلاة التسبيح فقد أوردها الثقات، وهي صلاة مباركة، فيها ثواب عظيم ونفع جسيم، رواه العباس، وابنه عبد الله، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أخرجها عبد الله بن أبي حفص في ((جامعه))، وحميد بن زنجويه في جامعه في ((الترغيب)) بروايتين، والمختار منهما -يعني كما اختاره العبد، والقاضي، قاله في ((الغنية))، أن يقرأ: ((سبحانك اللهم))، إلى آخره، ثم يقول: ((سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر))، خمس عشرة مرة، ثم يقرأ الفاتحة، وسورة مثل سورة: ((والضحى))، ثم يقول: ((سبحان الله)) إلى آخره عشر مرات، ثم يرفع رأسه يكبر ويركع ويسبح ثلاثا، ثم يقول: ((سبحان الله)) إلى آخره عشر مرات، ثم يرفع رأسه ويقول: ((سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد))، ويقول: ((سبحان الله)) إلى آخره عشر مرات، ثم يكبر ويسجد ويسبح ثلاثا، ثم يقول: ((سبحان الله)) إلى آخره عشر مرات، ثم يرفع رأسه ويقعد ويقول: ((سبحان الله)) إلى آخره عشرا، ثم يكبر ويسجد ثانيا، ويسبح ثلاثا، ثم يقول: ((سبحان الله))، إلى آخره عشر، ثم يقوم، ويفعل في الثانية مثلما فعل في الأولى، يصلي أربع ركعات بتسليمة واحدة وبقعدتين، هكذا يقوله في كل ركعة خمسا وسبعين مرة، ولا يعد بالأصابع، فإنه يقدر أن يحفظ بالقلب، وإن احتاج يعد بجر الأصابع حتى لا يعتبر عملا كثيرا؛ ولم يذكر مجد الأئمة الترجماني وقتها، وذكر ابن زنجويه في أول الحديث أربع ركعات يصليهن من ليل أو نهار، وذكر في آخره: ((إلا غفر الله لك ذنوبك قديمها وحديثها، عمدها وخطأها، سرها وعلانيتها، وخرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك، فإذا استطعت أن تفعل ذلك كل يوم مرة، وإلا كل جمعة، وإلا فكل شهر، وإلا فكل سنة))؛ وفي ((شرح السنة)) زاد: ((وإلا ففي كل عمرك من الدنيا مرة واحدة)) انتهى.
فأجبته إلى سؤاله في الحين، مستعينا بالقادر رب العالمين، فأقول:
لحديث صلاة التسبيح هذه طرق مروية، غالبها غير قوية، وأمثلها حديث أبي الفضل العباس من رواية ابنه عبد الله بن عباس:
رواية ابن عباس
1- أخبرنا المحدث أبو بكر محمد بن أبي بكر بن أبي عمر الصالحي سماعا عليه بالعمدية بها، أنا المسند زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن يوسف بن أحمد الصالحي الشهير بابن فريج، وابن الطحان، والمسندة أم عبد الله عائشة ابنة إبراهيم بن خليل البعلي الشهيرة بابن الشرايحي قراءة عليهما وأنا أسمع مجتمعين بمنزلنا جواز دير الحنابلة بصالحية دمشق قالا: أنا أبو حفص عمر بن حسن بن زيد بن أسلم الراغي المزي سماعا، قال: بالخانقاة بالصالحية، وقالت: بجامع المزة، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد الصالحي الشهير بابن البخاري سماعا، أنا أبو حفص عمر بن محمد الحسباني، أنا أبو البدر إبراهيم بن محمد الكرخي (ح)، وشافهتني قالت أم عبد الرزاق خديجة ابنة عبد الكريم الصالحية، عن أم محمد عائشة بنت محمد بن عبد الهادي، عن أبي العباس أحمد بن أبي طالب الحجاز، أنبأنا أبو محمد الأرغب ابن أبي السعادات الحمامي، أنبأنا أبو محمد مسعود بن الحسن العفيفي، قال معروف الكرخي، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ، قال مسعود: إذنا، وقال أبو بكر سماعا (ح)، قال الحجار: وأنبأنا أبو المنجا عبد الله بن محمد الخزيمي، وأم أحمد بهية ابنة أبي بكر محمد الناقد ، أخبرني كلاهما عن أبي علي الحسن بن العباس الرستمي، أنبأنا أبو علي علي بن أحمد السيري، وأبو منصور محمد بن أحمد بن شكروية، قال هو وأبو بكر الحافظ، واللفظ له، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي سماعا، أنا أبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي سماعا (ح) وأنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن المتوكل عن أبي الوقت عبد الله بن عيسى الهروي، أنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عفيف سماعا، أنا أبو محمد منصور بن عبد الله الخالدي، أنا أبو بكر محمد بن بكر بن عبد الرزاق، قال هو والراوي: أنا أبو داود سليمان بن الأشعث الحافظ، ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري، ثنا موسى بن عبد العزيز، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للعباس بن عبد المطلب:
مخ ۲۸