199

تاریخ ترجمه

تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي

ژانرونه

13

أو قبيلها بقليل، وكان مقرها الأول في الحسينية، ثم نقلت إلى بولاق، وكان الورق يصنع أولا من مواده الأولية، وفي 14 جمادى الأولى سنة 1250 صدر أمر من محمد علي إلى ناظر الجهادية جاء فيه: «بما أنه صار البدء في تشغيل فابريقة الورق التي تم إنشاؤها، وأن هذا الصنف يشتغلونه من الملبوسات الكهنة، وما يشابهها، فيشير بالتحرير من الجهادية إلى سائر الآلايات والأرط بإرسال الملبوسات المرتجعة إلى ديوان الجهادية أولا بأول، وبورودها ترسل إلى فابريقة الورق أولى من بيعها أو إتلافها بالبقاء، فضلا عما في ذلك من الفائدة في كثرة تشغيل الورق.»

14

ولم يكن محمد علي يسمع بأي تحسين صناعي يتم في أوروبا حتى يبادر بالأخذ به في مصر؛ ففي 13 شعبان سنة 1263 - قبيل وفاته بسنتين - نشرت الوقائع المصرية «أنه استحضر من أوروبا آلة بخارية لإدارة فابريقة الورق، وصار المأمول ازدياد ما يعمل فيها من جميع أصناف الورق بدلا من إدارة الفابريقة بالمواشي».

15

وقد ظلت الآلات الخاصة بالمطبعة وفابريقة الورق، وأصول الحروف، واللوحات الإيضاحية الملحقة بالكتب المترجمة - وخاصة الكتب الحربية والرياضية والجغرافية - تصنع في أوروبا - في إيطاليا وفرنسا - حتى تاريخ متأخر.

ففي 29 المحرم سنة 1248 / 1832 صدر أمر من محمد علي «إلى مدير أمور التلامذة المصرية بباريس بالتصريح له بمشترى أحجار المطبعة التي بها رسم حركة السواري المصنوعة بمعرفة عبدي أفندي وإرسال ذلك بطرفه برسوماتها التي عليها، واستلام قيمة أثمانها من النقدية المحولة بمعرفة الخواجة باغوص».

16

وفي 6 صفر سنة 1250 صدر أمر منه إلى خورشيد باشا وكيل الجهادية «بأنه علم مما تقرر من حكاكيان مهندس فابريقة الورق التي صار إنشاؤها حديثا أنه يلزم لعمل المهمات والآلات التي تلزم للفابريقة هنا مدة مستطيلة نحو السنة، وعليه يشير بأنه إن أمكن عمل ذلك في عهد قريب فيها، وإلا تحرر كشف بما يلزم بمعرفة المهندس المذكور، وتقديمه لطرفه لمداركتها من إيطاليا، كما سبق استحضارها منها.»

17

ناپیژندل شوی مخ