186

تاریخ ترجمه

تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي

ژانرونه

ولكن هذا النص عام لم يفصل أنواع اللغات التي كانت تتناولها هذه القواميس، وهل كان من بينها ما يجمع بين اللغة العربية وأي لغة أوروبية أخرى؟

كذلك ذكر الأب لويس شيخو خطأ أن مطبعة الحملة طبعت - فيما طبعت في مصر - معجما فرنسيا عربيا .

5

وبدأت الحملة قبيل رحيلها تعد بعض الشبان الأقباط لتعلم اللغة الفرنسية، فلما عادت الحملة إلى فرنسا خرج معها بعض هؤلاء الشبان، وقد نبغ منهم بعد سنوات أليوس بقطر الذي وضع في فرنسا أول قاموس فرنسي عربي، وأشرف على طبعه في باريس سنة 1829 بعد وفاته المستشرق كوسان دي برسيفال، وكانت حركة الاستعمار في أوروبا في ذلك الوقت نشيطة، والتنافس بين الدول الأوروبية على أتمه، وصحب هذا التنافس تنافس آخر لدراسة أحوال الشرق - مطمح الأنظار - ولغاته، وتاريخه، وجغرافيته، وعاداته، وأنشئت في دول أوروبا المختلفة الجماعات والمجلات الآسيوية، ومدارس اللغات الشرقية، وأنتجت هذه الحركة نتاجا وافرا من دراسات قيمة، كان من بينها قواميس كثيرة تجمع بين اللغات الشرقية الثلاث - العربية والفارسية والتركية - وبين اللغات الأوروبية المختلفة.

فلما بدأت حركة الترجمة في عصر محمد علي حوالي سنة 1820، وكانت متجهة في أول الأمر إلى النقل عن اللغة الإيطالية ظهرت الحاجة إلى قاموس يجمع بين مفردات اللغتين العربية والإيطالية، وكلف بوضعه الأب روفائيل زاخور راهبة، فلما أنشئت المطبعة في أواخر سنة 1821، كان ثاني أو ثالث كتاب طبع بها هو قاموس إيطالياني وعربي «يتضمن بالاختصار كل الألفاظ الجاري بها العادة، والألزم لتعليم الكلام، ولمفهومية (كذا) اللغتين على الصحيح، وقد يقسم إلى قسمين: القسم الأول في القاموس المرتب على حسب المعتاد، وبموجب ترتيب حروف الهجا، القسم الثاني: ويتضمن مجموع مختصر من أسماء وأفعال من الأشد إلزام وأكثر فايدة لدرس اللغتين».

6

وقد وضح المؤلف الأغراض التي دفعته إلى وضع هذا القاموس في مقدمته فقال: «... فقد اضطررت من قبل وظيفة التعليم، وسهولة درك معنى الألفاظ بهذه اللغة والتفهيم على التلامذة الدارسين، وعلى من ينتدب لترجمة الكتب من المتفقهين؛ لأني (كذا) أؤلف قاموسا ترجمانا وجيزا، مقتطفا عزيزا، يشتمل على كل ما يحتاج الأمر إليه، وما كان المعول عليه، وذلك في اللغتين الإيطاليانية والعربية مما في الترجمة من الألفاظ الضرورية ...»

7

وقد طبع هذا القاموس في بولاق سنة 1238 / 1821.

وقد كانت الترجمة في عصر محمد علي واسعة الآفاق، فشملت النقل عن كل اللغات - شرقية وغربية - ولهذا لم تلبث مطبعة بولاق أن أخرجت بعد خمس سنوات (1242 / 1826) قاموسا فارسيا تركيا من وضع خيرت أفندي

ناپیژندل شوی مخ