91

تاریخ سینا او عرب

تاريخ سينا والعرب

ژانرونه

وقد أخبرني بدو سيناء أن فرنساويا يدعى ألفريد قيصر أربون أتى سيناء في أواخر القرن الغابر، فقضى فيها عشرة سنوات يجمع حشراتها ورواميزها النباتية، قالوا: وقد تحدى أهل البادية في المأكل والمشرب والملبس، وبعد أن قضى أربع سنوات وحده عاد إلى بلاده، وأعلن في جرائدها أنه يرغب التزوج بمن ترضى أن تعيش عيشته البدوية، فلبته إحدى بنات بلده، فتزوجها وأتى بها إلى سيناء، فقضيا فيها معا ست سنوات، وكان في بعض السنين يتركها وحدها ويذهب إلى أوروبا في أشغاله ثم يعود إليها، وبقيا على ذلك إلى أن عادا إلى بلادهما.

الفصل الثامن

في حيواناتها

(1) حيواناتها الأليفة

أما حيواناتها فالأليفة منها: الإبل، والخيل، والحمير، والبقر، والغنم، والكلاب.

الإبل:

أما الإبل فهي أهم حيواناتها الداجنة وأنفعها، وأكثر اعتماد البدو في معيشتهم عليها، وهم يؤصلونها ويعتنون بتربية الأصيلة منها كل الاعتناء، والأصيلة عندهم نوعان: «الزريقي» «والوضيحان».

أما «الزريقي» ومؤنثه الزريقة، وجمعه الزرق، ففي تقاليدهم أنه من قعود الراعي من إبل العيايدة، ولهم في ذلك رواية خرافية، قالوا: إن راعيا في العيايدة كان يرعى إبل سيده في أحد الأودية، فهب إعصار على ناقة من نياق سيده، فألقحها فولدت قعودا، ولم يطلع على هذا السر سوى الراعي، فانتظر حتى حان أوان أجرته، وهي على عادة العرب «مفرود» يختاره من إبل سيده، فجعل شوكة تحت لسان القعود نتيجة الإعصار حتى ضعف وهزل، فلما سأله سيده أن يختار مفرودا أجرة له، اختار قعود الإعصار، وكان لون القعود يميل إلى الزرقة فسماه «زريقان»، فلما بلغ أشده أعلن خبره وأذاع سره، فرغب فيه البدو وألقحوا نياقهم منه، فكان نسل زريقان! وقد رأيت من هذا النوع ناقة للشيخ صبيح السواركي من سكان الجورة ببلاد العريش، فدلني على كرم أصلها ورشاقتها وخفة حركتها وسرعة جريها.

أما «الوضيحان» فقالوا: إن أصله من إبل الشرارات ببلاد العرب، وقد سمي بذلك؛ لأن لون قوائمه الأربع وأسفل بطنه أبيض وضاح، وباقي الجسم أصفر مشرب حمرة كلون الغزال.

ولا يصفو الأصل عندهم إلا في الجيل الخامس، وذلك بأن تلقح ناقة من هجين أصيل، فإذا أنتجت ناقة ولقحها هجين أصيل ولقح نتاج هذه الأنثى هجين أصيل إلى النسل الخامس، فهو الأصيل الصافي، ونتاجه أصيل، ومنهم من يؤصلون إبلهم إلى الجيل السابع أو الجيل العاشر.

ناپیژندل شوی مخ