105

تاریخ سینا او عرب

تاريخ سينا والعرب

ژانرونه

وهم أيضا يغوصون على اللؤلؤ «واليسر» في خليج العقبة عند رأس محمد وذهب والنويبع.

وفي البحر الأحمر لا سيما في خليج العقبة كثير من السمك الطيار والإرش، أما الإرش فهو حيوان مفترس لا يؤمن الاستحمام في الخليج بسببه، وقد طارده ضباط الطراد الإنكليزي «ديانا» مدة إقامتهم في جزيرة فرعون سنة 1906، فاصطادوا إرشا طوله 28 قدما.

الفصل التاسع

في سكانها

(1) سكانها الأصليون الذين بادوا

لقد دلت الآثار التي خلفها الفراعنة في سيناء أن سكان هذه الجزيرة كانوا منذ بدء التاريخ من أصل سامي كسكان سوريا، وكانوا يتكلمون لغة غير لغة المصريين، وقد عرفوا على الآثار المصرية باسم «هيروشاتيو»؛ أي أسياد الرمال، وعرف سكان بلاد الطور خاصة باسم «مونيتو»، وعرفوا في التوراة عند مرور بني إسرائيل في الجزيرة «بالعمالقة»، ورأيت في درج في دير سيناء أن سكان الجزيرة في عهد يوستينيانوس في أوائل القرن السادس للمسيح هم «الأعراب بنو إسماعيل»، وبنى يوستينيانوس المذكور ديرا لرهبان طور سيناء، وبعث إليه بحامية خليط من أروام ومصريين عرفوا «بالجبالية» نسبة إلى جبل الطور، وما زالوا يسكنون ضواحي الجبال إلى اليوم.

ثم ظهر الإسلام في جزيرة العرب في أوائل القرن السابع للمسيح، وفتح العرب المسلمون جزيرة سيناء، فتغلبوا على أهلها الأصليين، فأبادوا أكثرهم واستعبدوا الباقين، أو أجلوهم عن البلاد، وسكنوها إلى هذا العهد.

وأقدم القبائل الأصلية التي بقي لها أثر في الجزيرة بعد أن افتتحها العرب المسلمون هم، الحماضة، والتبنة، والمواطرة في بلاد الطور، والبدارة في جبال العجمة من بلاد التيه، وقد دخلوا في حمى العرب الفاتحين، واتخذوا لغتهم وديانتهم وعاداتهم، ولكنهم ما زالوا منفصلين عنهم في الجنس، فالبدو الفاتحون لا يزوجونهم ولا يتزوجون منهم، ولا يقيمون حربا عليهم إلى اليوم.

أما «الحماضة» فالمشهور أنهم كانوا أسياد البلاد قبل الصوالحة، وكان مجتمعهم في حديقة فيران، وكانوا مدة الصيف يذهبون كل ليلة إلى عرق رجامات البيض في أسفل الوادي، ويبيتون فيه فرارا من البعوض كما مر، ثم يعودون في الصباح إلى الحديقة، وهم الآن شرذمة قليلة لا يزيدون عن أربعين بيتا، وقد دخلوا في حمى العليقات.

وأما «التبنة» فقد تقدم أنهم من سكان حديقة فيران الأصليين، يزرعون أرضها ويلقحون نخيلها إلى اليوم، وأما «المواطرة» فيسكنون حديقة الحمام قرب مدينة الطور، يزرعون أرضها ويلقحون نخيلها، كالتبنة في فيران، وقد رأيت لهم ذكرا في بعض كتب الدير القديمة التي يرجع تاريخها إلى سنة 1001ه/1592م، ويظهر أن التبنة والمواطرة من أصل واحد، وكلاهما أعرق في القدم من الحماضة، ولعلهم بقية نصارى فيران «وراية» الذي غلبوا على أمرهم بعد فتح العرب لسيناء، وهم الآن في حمى الصوالحة.

ناپیژندل شوی مخ