184

تاریخ مسلمین

ژانرونه

============================================================

وأما البساسري فإنه قبل وصول السلطان إلى بغداد سار إلى واسط وجمع الغلات وتركها في السفن ولما بلغه دخول الخليفة والسلطان بغداد صعد الى النعمانية فسير إليه السلطان حمار مكين في جماعة من الأمراء وطائفة من العسكر وهو يتبعهم بجيوشه في سلخ ذي القعدة وتقاتلوا فقتل البساسري وحمل رأسه إلى السلطان في ذي القعدة وعمل على قناة وطيف به بغداد ومضى السلطان إلى واسط ورتب أمورها وسكن الناس ثم عاد إلى بغداد في سنة اثنتين وخمسين وأربعماية وخلع عليه الخليفة وأكرمه.

ثم سار إلى الجيل واستخلف ببغداد وزيره عبد الملك الكندري ثم عاد إلى بغداد في هذه السنة بعد إصلاحه الجبل وترتيب أحواله.

وفي هذه السنة استولى عز الدولة محمود بن نصر ين صالح بن مرداش على حلب فإن معز الدولة صاحيها كان سلمها لصاحب مصر طوعا وولاها صاحب مصر مكين الدولة الحسن ين علي بن يلهم فلما كانت هذه السنة عصى الأحداث من أهل حلب وسلموا البلد إلى عز الدولة محمود في مستهل جمادى الآخرة ويفي مكين الدولة بالقلعة في محاصرة عز الدولة (275) إلى أن حضر من مصر تاصر الدولة أبو علي الحسن بن حمدان نجدة لمكين الدولة فالتقوا على قنسرين فأسر ناصر الدولة بن حمدان ثم أطلقه عز الدولة محمود فمضى إلى مصر إلى الستتصر يالله فلما بلغ مكين الدولة الخبر بعث إلى أسد الدولة أبي دوابه عطيه بن صالح فسلم إليه مدينة حلب فدظها في عاشر شعبان فأقام بقية ذلك اليوم ثم خرج عنها لما عجز عن حفظها فوصل عز الدولة محمود في ثاني عشر شعبان فتسلم مدينة حلب وأقام بها إلى آن خرجت هذه السنة.

وفي سنة ثلاث وخمسين وأربعماية استولى معز الدولة بن مرداش على مدينة حلب وكان بمصر فلما بلغه ما وقع من الحوادث والقتال خرج إلى الشام وجمع أقاربه وعشيرته ونازل حلب ويها محمود بن نصر وفتحها معز الدولة في شهر ربيع الأول ثم تسلم القلعة بذلك.

قال وفي هذه السنة طلب السلطان طغرلبك من الخليفة القائم بأمر الله أن يزوجه ابنته فامتتع الخليفة من ذلك و جرت مراسلات وتهديدات يطول شرحها.

وفي سنة أربع وخمسين وأربعماية رسم السلطان طغرلبك بأن يقصر يدي وكلاء الخليفة عن مال الديوان وطولع الخليفة بذلك وأشير عليه بأن يجيب السلطان إلى زواج ايتته فأجابه الخليفة وهو كاره فأفرج السلطان عما كان أمر بالقبض عليه من صياع الخليفة وسر السلطان بذلك سرورا عظيما وسير إلى الخليفة هدايا عظيمة.

مخ ۱۸۴