تاریخ ماسونیه
الحقائق الأصلية في تاريخ الماسونية العملية
ژانرونه
شرحنا فيما تقدم كيف نشأت الماسونية وبعض أقوال المشهورين فيها، ونشرنا ملخص آدابها وتعاليمها القديمة والحديثة، ونلخص الآن تاريخها العملي منذ نشأتها إلى أن تغيرت سنة بعد سنة، وتحولت إلى جمعية رمزية، وسنراعي الإيجاز في ما ننقله متتبعين الحوادث آخذا بعضها برقاب بعض إلى سنة 1717 مسيحية؛ ليسهل على المطالع المراجعة وتتم الفائدة المقصودة من هذا الكتاب، وبالله التوفيق.
الفصل الأول
ملخص أعمال الماسونية من سنة 715 قبل المسيح إلى سنة 30ق.م
مدارس الرومانيين
سنة 710 إلى سنة 715 قبل المسيح:
بنى الرومانيون مدارس البناء وأدخلوا إليها العلوم الرياضية والفلسفة وسنت لها شرائع مخصوصة وأقيم عليها قضاة مخصوصون، وكانت شرائعها قائمة على المذهب الديونيسي المنتشر تعليمه إذ ذاك في الشرق، فقام نوما بومبيليوس الذي ارتقى إلى سدة الملك بحسن سيرته وتقواه وأمر بإنشاء هذه المدارس وجعلها مستقلة بذاتها ووضع لها قواعد وقوانين كثيرة، فكانت مدنية ودينية في آن واحد وخولها حق بناء الهياكل الجميلة والمحلات العمومية والقصور الأنيقة وفصل أحكامها عن المحاكم العمومية، فكانت تفعل ما تشاء فتأمر وتنهى وتجزي وتعاقب من غير منازع ولا معارض، وكان لها أساتذة ومنبهون ومعاونون وكتبة وأمناء خزينة ومساعدون وحفظة أختام وغيرها من الوظائف الكثيرة التي نراها حتى الآن منتشرة في الماسونية الرمزية، وكان أطباؤهم مستقلين لمعالجتهم، وكان فيها كثير من الإخوة العلماء الذين أقر بفضلهم رجال الأعصر الغابرة ، وكانوا يتبرعون بمبالغ تصرفها عليهم الجمعية شهريا لإعانة إخوتهم المنكوبين، وكان عدد الطالبين في كل مدرسة معدودا، فلا يمكن تجاوزه، وكان معظم الإخوة مؤلفين من اليونان الذين هاجروا بلادهم وأتوا رومية ليذوقوا فيها حلاوة العيش بعد مرارته وأدخلوا معهم أسرار جمعياتهم السرية، وأضافوا إليها أشياء عديدة، حتى إنه منذ بنيت رومية حتى حكم قسطنطين الكبير سنة 330ب.م، لم ينشأ هيكل ولم يشد معبد إلا ومرجع الفضل فيه للماسونية، وهذه آثار بعض من تلك البنايات باقية حتى لا تفعل به عوامل الأيام الماضية تشهد لهم بالفضل وتدلنا صريحا على أفعالهم المجيدة.
الماسونية في أيام الرومانيين
سنة 710ق.م:
في هذه السنة قام «نوما بومبيليوس» المصلح العظيم ومشيد المدارس الماسونية، وأمرهم بتعظيم «الكابيتول» (وهو حصن رومية المنيع)، وأن يتمموا بناء الهياكل المخصصة لعبادة الشمس والقمر ورهيا وساتورن ومارس وغيرها من الآلهة الرومانية التي كان قد بدأ بإنشائها روملوس باني رومية وملك السابنين، وبعدما أنهوا هذه الأعمال أمرهم نوما بإنشاء هياكل تكرس لعبادة إله الإيمان وإلهة الصداقة ومعبد لروملوس، وآخر لجونوس إله السلام الذي كان نوما يحبه كثيرا. وأحاط المدينة بأسوار عظيمة وحصنها تحصينا منيعا لتكون في مأمن من الهلاك، وفي حرز حريز من هجمات الأعداء، وبعد ذلك أتم بناء الهيكل الذي كان قد بدأ به روملوس لعبادة المشتري وهو إله الآلهة عند الرومانيين تذكارا للأعجوبة التي صنعها معه وهي أنه بعد ما كاد الجيش ينهزم إثر موقعة جرت لهم مع أعدائهم السابنين تضرع «روملوس» إلى المشتري ليلهم أجناده قوة وثباتا، ونذر بأنه إذا ظفر بنى له هيكلا في ذلك المكان عينه، وهكذا كان وبدأ بإنشائه، ولكنهم زعموا أنه خطف إلى السماء لينتظم في صف الآلهة.
سنة 650ق.م:
ناپیژندل شوی مخ