ومن وفائه ، آن الأمير سيف الدين بكتوت ، أستاذ دار الملك الناصر ، صاحب الشام ، كان محسنا إلى السلطان الملك الظاهر ، لما كان بدمشق عند الملك الناصر ، وكان للأمير سيف الدين المذكور أستاذ دار يسمى أقوش وينعت بحسام الدين كان ايحسن السفارة له عند مخدومه في تلبيته لغرضه من الملك الناصر ، فلما ملك - تغمده اله برحمته - لم يكن الأمير سيف الدين حيا حتى يكافيه على فعلاته الغر ، فعل الكريمالحر ، فنقل ما كان مضمرا له من ذلك إلى أستاذ داره المذكور ، فأمره على أربعين فارسا ، وأقام له من إكرامه سميرا لا يزال له مؤانسا - رحمه الله وآثابه - .
ومن وفائه ، آن ريس قرية كوفيا ، من أعمال غزة ، كان مثابرا على ما يعنلسلطان - تغمله الله برحمته - من الحوائج والأشغال حالة التغرب والتذبذب ، فلما ملك أحضره إليه وانعم عليه بخمسة الاف درهما ، وعدة من الفدن بقيت في يده إلى أن مات ، فأقرها على ورثته .
ومن وفائه ، آنه - تغمده الله برحمته - لما رجع من آفامية - كما قدمنا - تلقاه ابو العز النصراني ريس قارا ، وسأله آن يكون ضيفه فأجابه ، فلم يزل صنيهه عتيدا عنله إلى أن ملك فأشخصه إليه ، وأفاض نعمه عليه (لديه) ، وأباح له ما كان محضورا عليه ، وبلغه أقصى امانيه ، وجعله بتفضيله شجى في حلق اعاديه .
مخ ۲۹۳