ومن وفائه أن الأمير بدر الدين خضر بن جودي ، كان بينه وبين السلطان الملك الظاهر حال التغرب والتذبذب شنان ، من قبيل آنه كان يغري به الملك المغيث ، فلمافارق السلطان الملك المغيث وتوجه إلى الملك الناصر ، ترك حريمه بنابلس ، فحركتالأمير بدر الدين خضر إلى الإحسان إليهم والاشتمال عليهم سعادة كانت في ضمان الأقدار ، وفي كفالة الليل والنهار ، فلما ملك مولانا السلطان - تغمده الله برحمته - الكرك قصده فيه الأمير بدر الدين فأفاض ملابس النعم عليه ، وأناخ ركايب الافضال لديه ، وأمره، ورتبه في الشام وقرره .
ومن وفائه ، لما تتبع التتر إلى أفامية ثم عاد وقد كلت خيله ، بعث إلى الأمير مبارز الدين آقوش أستاذ دار الملك المنصور صاحب حماة ، وكان فيمن جرده معه المك المظفر ، يطلب منه فرسأ فاعتذر بقلة ما معه من الخيل ، فبلغ الطواني شجاع الدين مرشد المنصوري ذلك ، فبعث إليه فرسين ، فبقي ذلك نصب عينيه ينتظر العون على مكافأته عليه . فلما ملك - تغمده الله برحمته - كانت عنده من الملك المنصور وقفة ، فأشير على الملك المنصور بإرسال الطواشي إليه يسفر له عنده لمكانته لديه ، فلما قارب القاهرة خرج إليه السلطان فتلقاه ، وأمنه مما كان يخافه من الرد ويتوقاه ، وأكرم نزله وأعلا محله ، فلما أراد الاجتماع به فيما جاء فيه / دخل عليه في مجلسه العام ، فلما راه ابتدره بالقيام والسلام ، واعتنقه اعتناق الألف للام ، وأجابه إلى ملتمسه ، وانار من آمله ظلمة غلسه .
مخ ۲۹۲