واستوى له من صلبه عشرة أولاد فمضى في عزمه مستندا على سواعد أبنائه (1) وبذلك عادت زمزم الى سابق عهدها يستقي منها الشاربون ، وقد وجد عند كشف زمزم غزالين من ذهب وجواهر وسيوفا وذهبا كثيرا كان ساسان ملك الفرس قد أهداها للحرم فدفن ذلك مع زمزم فلما وجدها عبد المطلب صنع باب الكعبة منها.
** موقعة الفيل :
وفي عهد عبد المطلب كانت واقعة الفيل .. وأصحاب الفيل هم طغاة من الأحباش كانوا قد زحفوا على اليمن فاستعمروا أهلها ثم ما لبث قائدهم أبرهة أن تطلع إلى مد نفوذه الى الحجاز كعبة العرب فشرع يناوىء مكانتها الدينية بانشاء كعبة فخمة آملا أن تنصرف اليها أذهان العرب عن مكة فلما لم تنجح فكرته وظلت الكعبة على قدسيتها في نظر العرب أبى ألا أن يضع حدا عمليا لنهاية هذا التقديس فجهز جيشا عظيما وسيره الى مكة لهدم كعبتها (2) فأصبحت قريش ذات يوم على أصوات المغيرين يتقدمهم فيل عظيم ولم يكن للعرب عهد بمثل ذلك فلم يسع عبد المطلب إلا أن ينادي في قريش أن يحجزوا ابلهم ويحموها ويتركوا أمر البيت «فان للبيت ربا يحميه» ثم قام إلى باب الكعبة فأخذ بحلقه وهو يبتهل :
يا رب إن المرء يمنع رحله فامنع رحالك
إن كنت تاركهم وقبلتنا فأمر ما بدا لك
ولئن فعلت فإنه أمر تتم به فعالك
مخ ۳۴