[12] أحمد بن أحمد بن سنان الجرافي
هو الشيخ التقي الصالح، أحمد بن أحمد بن سنان الجرافي، كان صديقا للعلماء ملازما لهم، لا سيما لوالدي العلامة الحسن بن القاسم السراجي رحمه الله، لم يفارقه قط لمدة تزيد على خمسين عاما، وكان جليسا له ليلا ونهارا.
بلغ القمة العالية في الوفاء حتى إنه كان يترك أهله في ليالي عرسه ويخرج للجلوس مع والدي بسبب مرض ألم به رضي الله عنه، ولما أقعد والدي في المنزل، كان هذا الرجل يصعد إليه في كل يوم لمدة عشر سنوات مع تباعد الأماكن ، وكبر سنه لم يمل ولم يفتر، جزاه الله خيرا.
قال في (الأضواء المشعة) في ترجمة والدي رضي الله عنه: رفيق مولانا وصديقه الحميم الذي لقبه مولانا بالشيخ أحمد سنان الجرافي عافاه الله الذي فاز بدعوته قبل وفاته بعشرين ساعة تقريبا، حين قال له: أسأل الله يا شيخ أن يجمع بيني وبينك في مستقر رحمته، ودار كرامته، وأسأل الله أن يحشرك في زمرة محمد وآل محمد. اه.
قلت: وظل والدي رضي الله عنه يردد الدعوة الأخيرة ويكررها وأنا بجواره، وذلك لما امتاز به هذا الرجل الفاضل من المحبة العالية الرفيعة لأهل البيت النبوي"، بل نهج نهجهم وسلك طريقتهم.
وقد أخبرني عافاه الله أنه يصلي في كل يوم ركعتين يهدي ثوابهما إلى روح والدي رحمة الله عليه، من غير ما يصله به من الدرس والدعاء، بل إنه يفعل ذلك وهو يبكي، تقبل الله منه ورفع الله شأنه في الدارين، وحشره في زمرة الأولياء من الآل وأشياعهم، إذ هذه هي الصلة والمودة الدائمة في الدنيا والآخرة، والتي يجب على المؤمنين الاقتداء بها والسير على نهجها.
.
مخ ۵۶