135

تاریخ اسرائیلیان

تاريخ الإسرائيليين

ژانرونه

ولبث في المدارس يتلقى العلوم والمعارف لغاية سنة 1874، ثم خرج منها لمزاولة الأعمال والتمرن على أشغال الحياة وشئونها المختلفة، حتى إذا كانت سنة 1877 دخل في وظائف الحكومة المصرية، ففي سنة 1878 عين كاتبا في قلم مراقبة الإيرادات بنظارة المالية، فأظهر من البراعة والنشاط ما دعا إلى ترقيته، فرقي في أواخر سنة 1879 إلى وظيفة سكرتيرية قلم الموازين، فضبط أشغالها وحساباتها وأحكم العمل فيها، وفي أوائل سنة 1882 عين رئيسا لقلم الموازين وأضيف إليه أيضا إدارة قلم المستخدمين، ثم أحيلت عليه أيضا في السنة نفسها سكرتيرية اللجنة المالية، فأظهر في إدارة هذه الأعمال مقدرة فائقة وجدارة عظيمة، واستعدادا كافيا، فرقي في سنة 1883 إلى وظيفة وكيل إدارة الموازين والمستخدمين، وكان رؤساؤه يعجبون بنباهته وبراعته ويثنون على ذكائه ونشاطه ويتوسمون له مستقبلا باهرا، وقد ظل في خدمة الحكومة إلى سنة 1886، ولما رأى حاسدوه والذين يزاحمونه على الوظائف أنه إذا بقي في خدمة الحكومة يكون سببا لحرمانهم من الترقي والنجاح، لا سيما وأنه نال الرتبة الثالثة من الحضرة الخديوية، وأحرز مقاما رفيعا في عيون أولي الشأن، عندما رأوا ذلك أخذوا يختلقون أسبابا للشر أدت إلى انفصاله عن خدمة الحكومة، إلا أن عمل أولئك الحاسدين كان سببا في خيره وسبيلا لتقدمه ماليا واستقلاله في أعماله، وغير ذلك مما يغنيه عن مزاحمة الوظائف الأميرية، وقد أنف من العودة إلى خدمة الحكومة بعد أن رأى ما رأى من التعصب عليه، ولم يستخدم أقل واسطة للعودة إليها مع شدة إلحاح الناس وطلبهم منه التوسط لأولياء الأمر بشأنه.

وظل بعد ذلك سنتين كاملتين يتعاطى أشغالا خصوصية بمعزل عن علاقات الناس المتعبة.

وفي 10 ديسمبر سنة 1888 عين رئيسا لحسابات سكة حديد حلوان فبرع في تنظيمها وضبطها، وفي سنة 1890 أحيلت عليه إدارة أعمال السكك الحديدية في دمنهور وقنا وأسوان، كما ترى ذلك في ترجمة جناب الخواجه فيلكس سوارس.

وفي 9 أبريل سنة 1891 اقترن بالسيدة إستير كريمة جناب الوجيه الخواجه زكيتو جاليكو البنكيير المشهور، فرزق منها ولدين ذكرين، ولد الأول في 26 فبراير سنة 1892 وسماه إدمون، والثاني في 3 ديسمبر سنة 1898، ودعاه فرنان.

وفي سنة 1893 عين رئيسا لمكتب عموم شركة السكر، وفي شهر مايو من السنة نفسها عين مديرا لمصلحة سكة حديد حلوان، وفي سنة 1896 عهدت إليه إدارة أعمال الشركة العقارية المصرية وغيرها من الأعمال، فأظهر في كل ذلك براعة نادرة المثال، وهو لا يزال إلى الآن قائما بشئون أشغاله بأمانة واجتهاد لا مزيد عليهما، حتى ليعجب الذين يعرفونه كيف يستطيع ضبط الحسابات وتنظيمها مع وفرة الأشغال التي يديرها.

وعلى الجملة فهو نابغة بين أقرانه محبوب من قومه ومن رجال الطبقة الأولى في فن الحساب وإدارة الأعمال، وعلى جانب عظيم من الحكمة والتدبير وكرم الأخلاق، فلا تعرض عليه مشكلة إلا ويصرفها بالمعروف والحسنى، ولا يألو جهدا في إنجاح الأعمال المنوطة به. (3) مرك حييم بيالوبس بك

هو السري الوجيه والشهم الفاضل ابن المرحوم حييم بيالوبس، ولد في مصر في 5 مارس سنة 1862، وكان والده - رحمه الله - وجيها في قومه، حكيما في عمله وعلمه، وكان من رأيه أن التربية الصحيحة هي الأساس الوحيد لسعادة الإنسان في هذه الدنيا؛ ولذلك اعتنى بتربية ولده وتهذيب أخلاقه اعتناء فائقا، ولما بلغ السابعة من عمره أدخله في إحدى مدارس مصر المشهورة ليتغذى بلبان المعارف والتهذيب، فمكث فيها خمس سنوات أظهر في خلالها من الذكاء والنجابة وتوقد الذهن ما جعله قدوة لأقرانه التلامذة، وموضوع إعجاب المعلمين والأساتذة، وفي سنة 1875 أرسله والده إلى باريس لإتمام علومه في أشهر مدارسها، فلبث هناك خمس سنوات حاز فيها قصب السبق على أقرانه بالذكاء والنباهة والاجتهاد، ونال شهادة البكالورية في العلوم والفنون من مدرسة باريس الجامعة في سنة 1879، وعاد في السنة نفسها إلى القطر المصري مزودا بالعلم والمعرفة ومملوءا همة ونشاطا، وحائزا على جانب عظيم من دماثة الأخلاق ورفيع المبادئ والخصال، ومن ثم أخذ في طريق المجد والفخار، وجعل يجني ثمار اجتهاده ونشاطه، فانخرط في خدمة الحكومة المصرية، وعين كاتبا إفرنجيا في مصلحة قومسيون الأراضي الأميرية في 29 يوليو سنة 1880، فقام بهذه الوظيفة قيام الشاب المجتهد الذي ينظر إلى المستقبل نظر الحكيم الخبير المحنك، وكانت أفكاره السامية وآماله البعيدة تنهض به إلى السعي في مقام أرفع من هذه الوظيفة، وكانت نفسه الكبيرة تحدثه دائما بأنها لم تخلق لمثله ولم يخلق هو لمثلها، فاستقال في أوائل سنة 1884 من منصبه، وعين في نظارة المالية بوظيفة أرقى من الأولى وأرفع منزلة، فأظهر فيها مقدرة على الأعمال الكبيرة ونشاطا نادر المثال، مما دعا أولي الشأن إلى ترقيته وتنشيطه، وفي سنة 1887 عين وكيلا لرئيس قلم المحاسبة في نظارة الحربية، فكانت له الأيادي البيضاء في ترتيب حسابات تلك النظارة وتنسيقها على أحسن نمط وأرقى نظام، وفي شهر يناير سنة 1887 أنعم عليه المغفور له توفيق باشا خديوي مصر بالنشان العثماني الرابع، وفي 18 يوليو سنة 1890 أنعم عليه أيضا بالرتبة الثالثة مكافأة له على همته ونشاطه وحسن مباديه، وفي سنة 1895 عين رئيسا لقلم السكرتارية المالية بنظارة الحربية، وفي 22 أبريل من السنة نفسها أنعم عليه بالرتبة الثانية الرفيعة الشأن، وفي سنة 1897 عين وكيلا لإدارة السكرتارية المذكورة، وفي سنة 1901 انتخب ناظرا لها؛ نظرا لما أتاه من الاقتدار على جليل الأعمال المالية فيما يختص بحسابات الجيش ومصالح السودان المختلفة قبل أن تستقل بذاتها، وفي شهر يناير من هذه السنة نفسها أنعم عليه الجناب العالي الخديوي بالنشان المجيدي من الدرجة الثالثة.

وقد اشتهر صاحب الترجمة بكرم أخلاقه ولين عريكته وعلو همته وحسن معاملته لمرءوسيه الذين يحبونه ويحترمونه؛ نظرا لشفقته وإخلاصه كأنه أب شفوق عليهم غيور على نجاحهم وترقيتهم.

وهو يحسن القراءة والكتابة جيدا في اللغات العربية والفرنسوية والإنكليزية والإيطالية.

وقد كان زواجه في 8 ديسمبر سنة 1891 ورزقه الله ولدا في 21 مايو سنة 1893 سماه فيكتور، وولدا آخر في 12 مايو سنة 1894 دعاه أندريا، وثالثا في 20 يوليو سنة 1898 سماه جرمن، وولد له ابنة في 2 مايو سنة 1902 دعاها لوسين، وقد اتبع خطوات المرحوم والده في تربية أولاده التربية الصالحة، وتهذيب طباعهم على المبادئ القويمة. (4) التفات

ناپیژندل شوی مخ