219

د مصر په قديم ملي غورځنګ تاريخ: د تاريخ له شپږمې ورځې څخه تر عربي فتح پورې

تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي

ژانرونه

فأدرك المصريون الفارق الجوهري بين عهد الرومان وعهد العرب.

كما شاهدوا عمرو بن العاص يخفف عنهم وطأة الضرائب، ويساوي بين الناس في أدائها، لا فرق بين كبير وصغير، وقوي وضعيف، ومسلم وكتابي.

وشاهد المصريون من تسامح العرب الديني، ما ذكرهم بالشدائد التي لاقوها من أباطرة الرومان، سواء منهم من كانوا على الوثنية أو بعد اعتناقهم المسيحية، فقد اضطهدوا المصريين المسيحيين اضطهادا دينيا.

وحتى بعد أن اعتنقوا المسيحية اضطهدوا المصريين؛ لإكراههم على اتباع مذهبهم الرسمي، بل خرب هؤلاء وأولئك كثيرا من الآثار المصرية القديمة.

فلما جاء العرب رعوا حرية العقيدة واحترموها، كما احترموا آثار الفراعنة ولم يمسوها بسوء، ولم يفعلوا مثلما فعل الرومان أو الفرس أو الآشوريون.

فلا غرو أن أقبل المصريون، وقساوستهم على عهد العرب مبتهجين.

وكان من نتائج الحرية الدينية التي أقرها العرب أن انتهى كثير من المصريين على توالي السنين إلى قبول الإسلام، فدخلوا فيه أفواجا.

ولم يكن دخولهم فيه كرها أو عن ضغط واضطهاد، فإن المبدأ الذي اتبعه العرب هو حرية العقيدة.

وفي ذلك يقول مؤرخ أجنبي منصف، وهو ألفريد بتلر في كتابه «فتح العرب لمصر»: «إن بعض الأقباط أخذوا عند ذلك يختارون الإسلام ويفضلون الدخول فيه على دفع الجزية، فقد رأى هؤلاء أن الإسلام يجعل لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين، ويساويهم بالفاتحين في شرف محلهم ويجعلهم إخوانهم في كل شيء، يسهم لهم في الفيء، ولا يفرض عليهم الجزية، فكان في ذلك باعث قوي لكثير منهم على الدخول في الإسلام، ولا سيما وقد طحن المقوقس عقيدتهم طحنا وحطم يقينهم باضطهاده.»

40

ناپیژندل شوی مخ