218

د مصر په قديم ملي غورځنګ تاريخ: د تاريخ له شپږمې ورځې څخه تر عربي فتح پورې

تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي

ژانرونه

ولقد رأى المصريون من إنسانية العرب وتسامحهم، ما جعلهم يثقون بهم ويطمئنون إليهم، وجاء توكيدا لقول الرسول

صلى الله عليه وسلم : «إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإنه لهم ذمة ورحما.»

39

والأمثلة على إنسانية العرب عديدة، وقد وجد أهل العراق وفلسطين والشام مثل هذه الإنسانية.

فمن ذلك أنه في أوائل الفتح العربي حين فتح عمرو بن العاص «بلبيس» كانت بها ابنة المقوقس (أرمالوسة)، وقد نقل المقريزي عن الواقدي أن المقوقس زوجها لقسطنطين بن هرقل، فأكرمها عمرو وأرسلها معززة مكرمة ومعها جميع مالها حتى التقت بأبيها.

فسر المقوقس من هذه المروءة، وكان لها ولا ريب أثر كبير في نفسه.

ولما أزمع عمرو الزحف على الإسكندرية بعد فتح حصن بابلون أمر الجند أن ينزعوا خيمته (الفسطاط)، فوجد في أعلاها عش يمامة باضت عليها، فأمر عمرو أن تترك خيمة القائد مكانها، وقال في هذا الصدد: «لقد تحرم هذا اليمام منا بمتحرم، فأقروا هذا الفسطاط في موضعه حتى يفرخ ويطير.»

وعين على الفسطاط (الخيمة) حارسا يمنع تلك اليمامة أن يمسها أحد بأذى.

فإذا كانت الإنسانية قد بلغت هذا الحد، وشملت الطير الذي اتخذ خيمة القائد العام عشا له، فإن هذا المثل جدير بأن يكسب العرب محبة المصريين وتقديرهم.

وبعد أن دانت البلاد للفتح العربي، وجلا الرومان عنها، رأى المصريون عمرو بن العاص يمنع الاضطهاد الديني، ويعلن ألا إكراه في الدين، وأن حرية العقيدة مبدأ مقدس.

ناپیژندل شوی مخ