د مصر په قديم ملي غورځنګ تاريخ: د تاريخ له شپږمې ورځې څخه تر عربي فتح پورې

عبدالرحمن رافعي d. 1386 AH
161

د مصر په قديم ملي غورځنګ تاريخ: د تاريخ له شپږمې ورځې څخه تر عربي فتح پورې

تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي

ژانرونه

فلا غرابة في أن يكره المصريون حكم البطالمة الذي تكشف عن استعمار ممقوت.

على أن المصريين مع صبرهم ومصابرتهم، لم يدعوا فرصة تمر إلا واغتنموها للثورة على المستعمر البغيض.

وبرهنت الحوادث على قوة الحيوية الكامنة في هذا الشعب، وصموده أمام العقبات ، وثورته على الاستعمار المرة تلو المرة حتى يتحرر منه.

يقول الدكتور إبراهيم نصحي في هذا الصدد: «لقد ضاق المصريون ذرعا بالنظام الاقتصادي الجديد منذ عهد فيلادلفوس، فإن وثائق زينون تحدثنا عن وقوع اضطرابات بين المزارعين، كانت تنتهي بإضرابهم عن العمل وفرارهم إلى المعابد للاحتماء بالآلهة، ولم تقل عن ذلك شأنا الاضطرابات التي كانت تنشأ بين المشتغلين بالصناعة والتجارة في كنف النظام الجديد، ولم يفض ذلك إلى الإضراب عن العمل فحسب، بل كذلك إلى تهريب السلع وبيعها دون تصريح.

وقد أدت أيضا مختلف أنواع الخدمة الجبرية إلى إضرابات واضطرابات هائلة، ولشد ما كانت تقابلها بعقوبات صارمة، وقد وجد العيون مرتعا خصبا في هذه الحالة، التي لا يمكن تفسيرها بالنقائص الطبيعية في كل نظام جديد لم يألفه الذين كانوا يطبق عليهم. إن السبب أبعد مدى من ذلك لأن النظام لم يكن صارما فحسب، بل كان تطبيقه في قبضة أجانب اعتبروا أنفسهم أرفع قدرا وأعظم شأنا من المصريين، ولم يتكلموا اللغة المصرية، بل أرغموا على الأقل بعض المصريين على تعلم لغتهم الأجنبية، وكانوا لا يعبدون آلهة بل آلهتهم الأجنبية التي أحضروها معهم، ولا يحيون الحياة التي كان المصريون يألفونها بل حياتهم الخاصة، وكانوا يرغمون أهالي البلاد على بذل أقصى الجهد في استغلال المرافق الاقتصادية، ولم يتحمل المصريون كل ذلك في سبيل آلهتهم أو ملوكهم الوطنيين الذين يعتنقون نفس المعتقدات الدينية ويتكلمون نفس اللغة ويحيون نفس الحياة، وإنما في سبيل خدمة قاهر أجنبي ومن يحيط به من الأجانب الذين منحهم أفضل المناصب وخير الفرص لإثراء أنفسهم، فظفر الأجانب بالثروة حين حلت الفاقة بالمصريين، وإذا احتاج مصري إلى اقتراض نقود أو بذور فإنه كان يقترضها عادة من أحد هؤلاء الأجانب، وإذا أراد استئجار قطعة أرض فإنه كان يستأجرها عادة منهم. فلا عجب إذن أدرك المصريون أنهم قد أصبحوا غرباء في بلادهم، أداة يجب أن تكون طيعة في خدمة الأجانب، ووسط هذه الظروف كان من اليسير أن يندلع ليهب الثورة لأي سبب، فقد امتلأت النفوس غضبا وحقدا، وتوفر جيش الثورة من ملايين الزراع والصناع والعمال الذين لم ينقصهم القادة؛ فإن رجال الدين وقد كبلهم البطالمة بالقيود التي كسرت شوكتهم، كانوا يحنون إلى استعادة ما كانوا ينعمون به في الماضي من الكرامة والعزة والنفوذ والثراء، ولم يؤد مضي الزمن إلا إلى ازدياد الهوة من الفريقين، وساعد على ذلك أيضا صرامة العقاب الذي كان يكال للناقمين على سوء الحال؛ ولذلك فإن الاضطرابات التي بدأنا نشهدها في عهد فلادلفوس لم تنقطع في عهد خلفائه، بل ازدادت عنفا وشدة.

وإذا كانت أشد ثورات المصريين لم تقع إلا بعد انتصارهم في موقعة «رفح»، فإن ذلك يرجع دون شك إلى أنه كان ينقص المصريين الحافز الذي يعيد إليهم ثقتهم بأنفسهم، ويذكي روح الوطنية الكامن في صدورهم، فيخلصوا بلادهم من نير الأجنبي كما تخلص أجدادهم من الهكسوس.»

22 (4-1) أول ثورة على البطالمة في عهد بطليموس الثالث (إيفرجيت

Evergete ؛ الخير)

إن أول ثورة قام بها المصريون ضد البطالمة كانت في عهد بطليموس الثالث (إيفرجيت).

وترجع أسبابها إلى ازدياد روح التذمر والسخط على الحكم البطلمي، ذلك السخط الذي بدأ في عهد بطليموس الأول، ولم يصل إلى حد الثورة، ولكن كانت له مظاهر خطيرة كالتوقف عن العمل بين الزراع والصناع والعمال المصريين؛ بسبب كثرة الضرائب التي كانت الحكومة تفرضها عليهم.

ناپیژندل شوی مخ