تاریخ غزوات العرب په فرانسه، سویس، ایتالیا او د مدیترانې سمندرګیو کې
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
ژانرونه
44
وصخرة «أبينيون»
45
وحصن «لودون»
46
على وادي ردونة، فبعدوا عن الساحل الذي منه دخلوا جدا، وذكر أن مسافة ما بين قرطبة وأربونة من بلاد إفرنجة ثلاثمائة فرسخ وخمسة وثلاثون فرسخا، وقيل: ثلاثمائة فرسخ وخمسون فرسخا. ولما أوغل المسلمون إلى أربونة ارتاع لهم قارله ملك الإفرنجة بالأرض الكبيرة وانزعج لانبساطهم، فحشد لهم وخرج عليهم في جمع عظيم، فلما انتهى إلى حصن لودون، وعلمت العرب بكثرة جموعه زالت عن وجهه، وأقبل حتى انتهى إلى صخرة أبينيون فلم يجد بها أحدا، وقد عسكر المسلمون قدامه فيما بين الأجبل المجاورة لمدينة أربونة، وهم بحال غرة لا عيون لهم ولا طلائع، فما شعروا حتى أحاط بهم عدو الله قارله، فاقتطعهم عن اللجا إلى مدينة أربونة، وواضعهم الحرب فقاتلوا قتالا شديدا استشهد فيه جماعة منهم، وحمل جمهورهم على صفوفه حتى اخترقوها ودخلوا المدينة ولاذوا بحصانتها، فنازلهم بها أياما أصيب له فيها رجال، وتعذر عليه المقام وخامره ذعر وخوف مدد للمسلمين، فزال عنهم راحلا إلى بلده، وقد نصب في وجوه المسلمين حصونا على وادي ردونة شكها بالرجال فصيرها ثغرا بين بلده والمسلمين، وذلك بالأرض الكبيرة خلف الأندلس. انتهى.
إن كلام ابن حيان هذا يجمل خبر غزوات العرب لإفرنجة أو فرنسة من أيام موسى بن نصير وطارق بن زياد إلى زمان عبد الرحمن الغافقي، ومنه يعرف أن غزو العرب لإفرنجة يرجع إلى أول الفتح الأندلسي، وإن كان مؤرخو الإفرنج لا يذكرون مغازي العرب لفرنسة إلا من بعد ولاية السمح بن مالك الخولاني، وأما المؤرخان المسيحيان أيزيدور الباجي وشيمينش مطران طليطلة، وأولهما عاصر زمان الفتح، فإنهما يذكران غارات للعرب على فرنسة في زمان الحر بن عبد الرحمن بن عثمان الثقفي أمير الأندلس بعد عبد العزيز بن موسى بن نصير الذي ثأر به الجند، وقتلوه حسبما تقدم الكلام عليه.
والذي في نفح الطيب نقلا عن ابن خلدون أن محمد بن يزيد عامل الخليفة سليمان بن عبد الملك على إفريقية لما بلغه مهلك عبد العزيز بن موسى بن نصير بعث الحر بن عبد الرحمن الثقفي أميرا على الأندلس. وفي صفحة 140 من نفح الطيب من الجزء الأول الطبعة الأزهرية يذكر أمراء الأندلس على النسق الآتي:
طارق بن زياد مولى موسى بن نصير، ثم الأمير موسى بن نصير، وكلاهما لم يتخذ سريرا للسلطنة، ثم عبد العزيز بن موسى بن نصير، وسريره أشبيلية، ثم أيوب بن حبيب اللخمي، وسريره قرطبة، وكل من يأتي بعده فسريره قرطبة والزهراء والزاهرة بجانبيها إلى أن انقضت دولة بني مروان على ما ينبه عليه، ثم الحر بن عبد الرحمن الثقفي، ثم السمح بن مالك الخولاني، ثم عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي، ثم عنبسة بن سحيم الكلبي، ثم عذرة بن عبد الله الفهري، ثم يحيى بن سلمة الكلبي، ثم عثمان بن أبي نسعة الخثعمي، ثم حذيفة بن الأحوص القيسي، ثم الهيثم بن عبيد الكلابي، ثم محمد بن عبد الله الأشجعي، ثم عبد الملك بن قطن الفهري، ثم بلج بن بشر بن عياض القشيري، ثم ثعلبة بن سلامة العاملي، ثم أبو الخطار بن ضرار الكلبي، ثم ثوابة بن سلامة الجذامي، ثم يوسف بن عبد الرحمن الفهري. قال: وها هنا انتهى الولاة الذين ملكوا الأندلس من غير موارثة أفرادا عددهم عشرون فيما ذكره ابن سعيد، ولم يتعدوا في السمة لفظ الأمير. قال ابن حيان: مدتهم منذ تاريخ الفتح من لذريق سلطان الأندلس النصراني، وهو يوم الأحد لخمس خلون من شوال سنة 92 إلى يوم الهزيمة على يوسف بن عبد الرحمن الفهري وتغلب عبد الرحمن بن معاوية المرواني على سرير الملك قرطبة، وهو يوم الأضحى لعشر خلون من ذي الحجة سنة 138 ست وأربعون سنة وخمسة أيام. انتهى.
وأما ابن عذارى في «البيان المغرب» فيذكر في الجزء الأول أن محمد بن يزيد أمير إفريقية استعمل على الأندلس الحر بن عبد الرحمن القيسي، وكانت الأندلس إذ ذاك إلى والي إفريقية كما كان أيضا والي إفريقية من قبل والي مصر. ثم قال: وسنة 99 توفي سليمان بن عبد الملك واستخلف عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يوم وفاته فاستعمل على إفريقية إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر مولى بني مخزوم. قال: «واستعمل إسماعيل بن أبي المهاجر على الأندلس السمح بن مالك الخولاني. ثم ذكر ابن عذارى أنه عند ولاية بشر بن صفوان على إفريقية ولي الأندلس عنبسة بن سحيم الكلبي. ثم ذكر أنه عند ولاية عبيدة بن عبد الرحمن السلمي على إفريقية تولى عثمان بن أبي نسعة على الأندلس، ثم من بعده حذيفة بن الأحوص القيسي، ثم الهيثم بن عبيد الكناني، ثم عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي الذي استشهد ببلاط الشهداء، ثم ذكر إمارة عبد الملك بن قطن على الأندلس، ثم ولاية بلج بعد مقتل عبد الملك، ثم ولاية ثعلبة بن سلامة العاملي، ثم ولاية أبي الخطار الكلبي، ثم ولاية ثوابة بن سلامة الذي ثار على أبي الخطار وهزمه، ثم ولاية يوسف الفهري آخر أمراء الأندلس الذي دخل في زمانه عبد الرحمن بن معاوية الأموي إلى تلك البلاد.
ناپیژندل شوی مخ