============================================================
السنين- بشيء من الاخبار والملاحم . لا أعلم أكان ذلك منهم إتكارا لما كان فيه ، أو جهلا بها، إذ لم يكن لأهلها ديوان ولا كتاب.
فأما عدة السنين في زمان هذا الملك، نين بن بالى، الى زمان قيصر أغشت ملك الروم الاعظم الذي ولد المسيح في زماته إلى اثنتين واربعين سنة من ولايته ، إذ غلق باب يانش (1) (هد15] بمدينة رومة وانعقد سلم آهلها مع الفرس وسكنت الحروب في عامة الديار فانها (أي عدة السنين) ألفان وخمس عشرة سنة.
وفي هذه السنين كان عامة اهل الفلسفة (2) ، وفيها وضعوا أصنافا من الكتب وأنواعا من العلوم : منها وصف للأمور الماضية ، وفيها خرص (3) في الامور الآتية.
قال: فنحن تأخذ من أسفارهم القصص التي اتفقوا عليها وتصادقوا فيها، على غير تقليد هم في ابائهم ولا تصديق لمذهبهم ، بل على القصد منا الى العامة من الحكايات والشائع من الاخبار، لتجعل ذلك موعظة للمؤمنين ، وتأديبا للمنتفعين . فان الانسان خلق "و" أعطى من الاستطاعة ماسبب له به سبيل الى التوبة : فهو يقبل الاصلاح كما يقبل الفساد، وإنه لمريض طموح، وضعيف منوع ، وغياث العاصي بالموعظة واجب وجوب غياث الجائع بالمطعم . وما يقدر من فهم في نفسه خلق الانسانية ان يجحد ان الدنيا من آولها وابتدائها إنما تعاقب لذتوب اهلها. وإنا ، وإن كتا نفهم حال ابتداء الذنب والعقوبة عليه من عهد ادم ، وكان هولاء الفلاسفة (- الكتاب ، المؤرخون) قد خالفونا وابتدأوا الوصف من وسط الزمان وتركوا ما قبل ذلك، جهلا به آو تناسيا له، فإنهم لم يحكوا فيما وصفوا من حالات الدنيا غير الحروب والوقائع والبلايا التي هي شر الناس بعضهم على بعض . ولن توجد تلك البلايا في السالف الغابر إلا ذنوبا ظاهرة ، أو عقوبة ذنوب باطنة فيجب ان نصف رأس الأمر الذي وصفوا جسده ، بأن تبتدئ من خلق الدنيا إلى وقت بنيان مدينة رومة، التي اتخذ الرومانيون بنيانها تاريخا، ومن بنيان مدينة رومة الى ولاية قيصر (1) هو إله ابطاليا القية، وبوصفه إلاهأ شمسبأ كان يمثل مجرى السنة : وكان يثل بوجهين ، رمزأ للسس والعمر.
(2) يلاحظ في كل هذا الكتاب ان المترجم العربي يترجم كلمة 0ا310 (= المؤرغين) بكلمة: "أهل (3) تتبو
مخ ۵۸