============================================================
فأول ما اعترت البلايا الشاهدة في زماثنا ، تزاحفت الشبه علي، وتوسمت أن هذه المحن التي في عصرنا قد فاضت على المقدار. م نظرت في الايام الماضية فوجدتها آقطع في البلاء وأشد في شقاء آهلها بقدر ما كانوا يومئذ أبعد من الشريعة الصادقة . وبحق ما سيظهر بفحصنا هذا ان الموت الذي كان عطسا الى الدم مستوليا سلطانه على بني الدنيا لجهلهم بالشريعة الناهية عن الدم، قد قطع نور الايمان ظلامه، وجلت شريعة الدين غيمه ، الا ما يكون في الايام الآخرة عند انقراض الزمان وظهور الدجال، من البلايا التي لم يكن متلها قبلها . كما انذرت الأوحاء (جمع وحى) وشهد به المسيح: وأقول إن كل بلاء ومحنة فانها تكون لسببين : إما لتزكية الأخيار، وإما لعفوبة الأشرار.
قال هروشيش- رمه الله: وقد وجدنا فلاسفة المجوس الدين وضعوا الكتب من أهل اللسان الرومي اللطيني، واليوناني الغريقي إنما ابتدأوا وصف قصص الملوك وحكاية آخبار الامم من زمان نين اهدا1] بن بالي ، آمير السريانيين (= الاشوريين) . فعجبتا لهم في إتبات قدم الدنيا واتكارهم حروبها، كيف تصادقوا [إن تكون] على ان الحروب والملاحم اوحكاية الاخبار ووضع الكتب، إنماجاءت في الدنيا بعد (تولي) هذا الملك، وكيف أقروا بحدوث هذا الحدث في الدنيا بعد إنكارهم حدوث الدنيا! لكأنهم زعموا آن الناس كانوا قبل ذلك العهد كالدواب المهملة والحيوان الاعمى: فمن يومئذ بدت فيهم الفطن، وحدث لهم المعرفة.
قال المترجم: وفيما [8 حا 0.001.](1) قال هر وشيوش رحمة الله عليه : فأما أنا فأبتدىء في وصف بلايا الناس من آول حكاية كانت في الناس بأوجز ما يمكن وأخصرما آقدر عليه ، فمن عند ادم الى زمان هذا الملك نين بن بالي ، الني في زمانه ولد ابراهيم النبي ثلاثة الاف سنة وماثآة وأربع وثمانون سنة . ولم يتكلم احد - من واضعي الكتب وواضعي القصص في جميع هذه (1) السطر الأول وكلمتان من السطر الناني غير مفروتين ولا مناظر طما في اللاتيتي
مخ ۵۷