============================================================
لكنه بعد ذلك بخمسة اسطر يقول : "وأما الروم فكانت الدولة منهم ليونان اولا ، وكان لهذه العلوم بينهم مجال رحب، وحملها مشاهير من رجالهم ... واتصل فيها سند تعليمهم على ما يزعمون من لدن لقمان الحكيم في تلميذه سقراط الدن، ثم الى تلميذه افلاطون، ثم الى تلميذه ارسطو ثم الى تلميذه الاسكندر الأفروديسي وتامسطيوس وغيرهم . وكان ارسطو معلما للاسكندر، ملكهم الذى غلب الفرس على ملكهم وانتزع الملك من آيديهم" (ص 200 س 22- س 18) فهو يعلم اذن ان الاسكتدر الأكبر تلميذ ارسطو، فكيف يقول اذن ان العلوم العقلية انما وصلت الى يونان بعد ان استولى الاسكندر على بلاد الفرس! وكل هذا في تفس الصفحة وبعد خمسة اسطر فقط! ألا يدل هذا على عدم التدقيق التاريخي عند ابن خلدون؟
2- كذلك يخلط في نفس الصفحة بين المشائين والرواقيين، حين يقول : "واختص فيها المشاءون منهم، اصحاب الرواق، بطريقة حسنة في التعليم، وكانوا يقرأون في رواق يظلهم من الشمس والبرد على ما زعموا" (ص 200 س 23- س 25) فهنا خلط بين ارسطو وتلاميذه ولماذا سمي اتباعه المشائين ، وبين الروافيين الذين كانوا يقراون في رواق يظلهم من الشمس والبرد. ولا بد ان ذاكرته خانتة فخلط بين الأمرين، مع انهما واضحان تماما عند القفطى وابن ابي اصيبعة والرساتآل المتصلة بهذا للفارابي، وامختار الحكم" للمتسر بن فاتك و"الملل والنحل" للشهر ستاني، وابن خلدون اشار اليه.
وهنا نشير الى اخرما ورد في هذا الفصل، وهو قول ابن خلدون : "كذلك بلغنا لهذا العهد إن هذه العلوم الفلسفية ببلاد الافرنجة من ارض رومة وما اليها من العدوة الشمالية نافقة الأسواق، وأن رسومها هناك متجددة ، وجالس تعليمها متعددة، ودواوبنها حافلة متوفرة، وطلبتها متكثرة. والله اعلم بما هنالك، وهو يخلق ما يشاء وختار (ص 402 س 1 س 4).
مخ ۴۷