209

تاریخ العالم

تأريخ العالم

============================================================

الباب الأول من الجزء الثالث قال هروشيوش فيما خاطب به آغستين [قدسدع س1] الجاتليق: قد ذكرت في الجزء الأول (1) ما أنا مردد ذكره في هذا الجزء ، ان شاء الله .

إن الذي أمرت به من وصف حروب الدنيا وحكاية ملاحمها - امر لا يمكن أن يحكى على حاله ولا ان يأتي وصفنا عليه ، لأن الوقائع في كل امة اكثر من آن تعد، فضلا على ان توصف . وقد اكثر الوصف لها والقول فيها جماعة من الكتاب بأصناف من الخطاب وأنواع من الحكاية، وإن كانوا لم ينهبوا في وصفهم ذلك مذهبناء ولا اعتزوا بها اعتزاءنا، لأنهم إنما ارادوا وصف الحروب بأعيانها، وأردنا نحن الموعظة بها. ولقد وجدت الذي حملني من ذلك يفيد الغم ويورثتي الحيرة، لأني ان تركت ذكر بعض الوقائع المعروفة وازدلقت بعض الازدلاف الى الأخبار الموصوفة ايجازا واختصارا إما ان يظن بي جهالتها ، وإما ان يحكم علي بتكذيبها . وإن احضرت ذكرها على غير شرح لها - آكون في ذلك عند من يقرا كتابي كمن لم يذكره ، ويكون الكلام فيها كالا مساك بها . ولا بد مع الايجاز من جمع الكلام وحذفه والتقصان فيه ، ولا بد مع النقصان من بعض الابهام ، ولا بد مع الابهام من ترك التفسير. فلما وجدت كلا الفعلين معيبين : الاطتاب لكثرته، والايجاز: لابهامه رآيت آن اتوسط بعض التوسط، فلا أجمع الكلام جمعا مفرطا ، ولا ابسطه يسطا مجاوزا.

وفي بعض هذا الزمان ، في السنة التي تزل فيها بمدينة رومة - وذلك بعد بنيان مدينة رومة الى تلشمائة وأربع وستين سنة - ما لم يكن لها عهد بمثله قط : من السبي ، (1) سمد السابق عل هذا باشرة 02لr لاع ، وكأن الصواب ان يقول ، في الجزء السابق على هذا الجزء، اي في المجزء الثاني من هذا الكتاب.

0

مخ ۲۰۹