============================================================
ذكر إبراهيم عليه السلام حنكه فبكت السكين وثبت(1) ولم تقطع، قال: فاستحذها مرة أخرى وأدخلها تحت حكه وأمرها على حلقه فبكت وثبت وقلبها الله تعالى على ظهرها كذلك ثلاث مرات ونودي يا إبراهيم قذ صدفت الرؤآ} [الصافات: الآية 105] عليك بالذي خلفك فاذبحه فإنه فداء ابنك قال: ونزل عليه كبش من الجبل آنزله الله تعالى من الجنة قد رعى فيها أربعين خريفا ويقال كان ذلك الكبش قربان هابيل عليه السلام يرعى في الجنة إلى ذلك الوقت وترك إبراهيم ابنه وسعى خلف الكبش ليأخذه فأدركه عند الجمرة الأولى فرماه بسبع حصيات فأقبل فأدركه عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات فأخذه وأتى به المنحر من منى فذيحه فوالذي نفس ابن عباس بيده إن الله تعالى جاء بالإسلام وإن رأس الكبش بقرنيه معلق من ميزاب الكعبة قد يبس، قال: ولما ترك إبراهيم ابنه مربوطا جاءه جبرائيل فحل وثاقه، فلما رجع إليه إيراهيم قال له يا بني: من حلك من وثاقك؟ قال: رجل من صفته كذا وكذا، قال: فإنه جبرائيل، ويقال إن جبرائيل قال له عند حله: إن لك دعوة مستجابة فاسأل ربك ما شئت، فقال: يا رب أسألك أن تغفر لكل من لم يشرك بك شيئا، قال: وقال إبراهيم لما أخبره إسماعيل أن جبرائيل قال له اسأل ربك فإذا شنت يا بني فقل كذا وكذا، قال: إنك لموافق يا بني؟ قال وهب ثم جاءهما نداء من السماء يابهيو(2) يا أصدق الصادقين إني اخترتكما فوفيتما وابتليتكما فصبرتما وإنما أردت أن أبلغكما المنزلة التي لا يعدلها أحد في الدرجات العلى من الجنة وأعطيتكما لسان الصدق في العالمين انا كذلك نجزى المخسين}(3) فأنت يا إبراهيم خليلي من خلقي وأنت يا إسماعيل صفي من خلقي فخرا ساجدين لله تعالى شكرا.
باب في ذكر تزويج إسماعيل عليه السلام(2) بعد ذلك وزيارة إبراهيم إياه قالت الرواة: ثم رجع إيراهيم بعد ذلك إلى الشام ورزق الله تعالى إسماعيل ماشية كثيرة، فكان يرعاها بالنهار ويأوي بالليل إلى أمه هاجر فكان الحجر وهو الحطيم(5) مراح غنمه بالليل، ثم إن إسماعيل رأى امرأة من العماليق فأعجبته فتزوج وهي غمرة بنت (1) جاء في الأصل (وتبت) والصواب (وثبت) حدث تصحيف من الناسخ.
(2) وتديته أن يكابرهه [الصافات: الآية 104) .
(3) قذ صدقت الرفيا إنا كذلك بمزى المعسنين [الصافات: الآية 105) .
(4) ذكر تفاصيل هذا الباب في: ابن كثير - البداية والنهاية 275/1، ابن كثير، قصص الأنبياء ص 222.
(5) الحطيم: بالفتح ثم الكسر بمكة: هو ما بين المقام إلى الباب وهو ما بين الركن والمقام وزمزم والحجر وقيل ما بين الركن الأسود إلى الباب إلى المقام حيث يتحطم الناس للدعاء، وقال ابن*
مخ ۹۳