============================================================
ذكر إيراهيم عليه السلام فإني لا أخرج ما لم تتكحني فدعاه إلى نفسه حتى فعل به وخرج من كرمه إلى كرم رجل آخر ففعل به مثل ذلك، ثم أتى إلى ثالث ورابع حتى تعلموا ذلك العمل الخبيث وفشا فيهم وكانوا يتعرضون السبيل بذلك العمل وعن ابن عباس أن بلادهم أحصبت فانتجعها أهل البلدان فحضروا منهم فقالوا: بأي شيء نطردهم فجاءهم إبليس اللعين على هيئة غلام آمرد ودعاهم إلى نفسه فتكحوه فهرب منهم، فقال القوم: هكذا ينبغي أن نصنع يمن دخل بلادنا من الغرباء لنستريح منهم، فكانوا يعاملون الغرباء بذلك حتى فشا ذلك فيهم فذلك قوله تعالى: أينكم لتأتوت الرجال وتقطعون الشكبيل وتأثوب فى نكاريكم المنكر [العنكبوت: الآية 29] يعني الفاحشة وقيل بل المنكر عشر خصال قبيحة فما رواه الحسن منها إتيان الرجل الرجل ولعبهم بالخمام والجلاهق والحذف بالأصابع وضرب الدف وشرب الخمور وقص اللحية وتطويل الشوارب والصفير والتصفيق باليدين ولبس الحمرة قال رسول الله ن ويزيد فيها أمتي إتيان النساء بعضهن بعضا، وفي رواية أنها إتيان الرجل والحذف بالحصا ورمي البندق والصغير وحل إزار القباء وإسبال الإزار ومضغ العلك في المجلس، والسواك هناك والسكينة وتطويل الشوارب، قالوا: فلما طال فسادهم ونهاهم لوط فلم ينتهوا كما أخبر الله تعالى في الكتاب في مواضع أذن الله تعالى في هلاكهم وبعث إليهم جبرائيل مع الملائكة فخرجوا نحو قرى (1) لوط حين مضوا من عتد إبراهيم عليه السلام بعد البشارة بإسحق فانتهوا إلى لوط حين مضوا من عند إبراهيم عليه السلام وهو في زرع له فسلموا عليه فحسب لوط أنهم من الناس وكان قوم لوط لما وعظهم لوط (قالوا اثتنا بعذاب ألله إن كنت من الصدقين}(2) (العنكبوت: الآية 29)، قال رب أنضرنى على القور المفسدين [العنكبوت: الآية 30]، فلذلك بعث الله الملائكة فجاؤوا لوطا فمكئوا عنده إلى المساء فلما أمسوا استحيا لوط أن لا يعرض عليهم الضيافة وخاف من قومه آن يضيفهم فقد كانوا نهوا عن ذلك فضاق بهم ذرعا فقال لهم: ألم تسمعوا خبر هؤلاء القوم أني لا أعلم قوما أشر منهم، فقال جبرائيل للملائكة هذه شهادة واحدة، فلما بلغوا باب المدينة فقال مثل ذلك قال جبرائيل: هذه ثالثة وقد كان الله تعالى قال لهم لا تهلكوا قوم لوط ما لم يشهدوا عليهم ثلاث مرات، فذلك قوله تعالى: ولما جاءت رشلنا لوطا سىء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هلذا يوم عصيب (هود: الآية 77] أي شديد فلما دخلوا داره قال لامرأته: اصنعي (1) جاء في الأصل (قرات) والصواب ما ثبتناه. (2) جاء في الأصل (قالوا له) والصواب ما ثبتناه.
مخ ۸۴