============================================================
ذكر ابراهيم عليه الشلام باب في ذكر معراج ابراهيم عليه السلام
قال الله تعالى: وكذلك نرى إنرهيه ملكوت السمكوات والأرض [الأنعام: الآية 75] الآية، قال قوم من أهل الأخبار إن الله تعالى لم يعرج به إلى السماء ولكته أمره أن يقوم على صخرة مرتفعة وفرج الله له عن سقوف السموات حتى يرى ما فيهن وما فوقهن إلى العرش حتى رأى مكانه في الجنة ودرجاته، وفرج الله له الأرضين وما تحتهن حتى ما فيهن وما تحتهن إلى الثرى وما أسفل من ذلك، وقال آخرون رأى ما في آفاق السموات والأرض من العجائب وما فوق الأرض إلى سماء الدنيا، ولم ير ما فوق سماء الدنيا ولا ما تحت الأرض وقال آخرون بل عرج به إلى السموات فرأى ما فيها من العجائب، وذكر هؤلاء منهم عطاء ومجاهد(1) والسدي أن الله تعالى لما عرج به إلى السماء فلما ارتفع في الهواء نظر إلى الأرض فرأى رجلا على فاحشة فاستعظمها فدعا عليه بالهلاك فأهلكه الله تعالى بدعائه ثم نظر فرأى آخر على فاحشة عظيمة أعظم من الأولى، فدعا عليه بالهلاك فأهلكه الله تعالى، ثم نظر نظرة ثالثة فرأى رجلا على كبيرة فأراد أن يدعو عليه، وفي بعض الروايات آنه رأى رجلا يزني فدعا عليه فأهلكه الله تعالى، ثم نظر نظرة أخرى فرأى رجلا يسرق فدعا عليه حتى أهلكه الله تعالى، ثم نظر نظرة رابعة فرأى رجلا على كبيرة فأراد أن يدعو عليه فقال الله تبارك وتعالى: رويدك يا إبراهيم إني لو أطلعتك على عبادي لأهلكتهم، وإني لأنظر إلى عبادي كل يوم مرات فأراهم على المعاصي والكبائر وأنا في ذلك أعفو وأصفح عنهم ولا أعاجلهم. يا إيراهيم إن عبدي بين خلال ثلاث بين آن يتوب فأتوب عليه، وبين آن أستخرج من صلبه ذرية فيستغفروا له فأغفر له، وبين آن يدرك رحمتي الواسعة فأرحمه وإن لم يكن ولقيني غير تائب فإن من ورائه النار يا إبراهيم أما علمت أن اسما من أسمائي الصبور. قال الراوي في أول الحديث: كان إبراهيم يرى أنه أرحم الناس بالناس فابتلاه الله تعالى بما ذكرناه فعرف حينيذ أن الله أرحم الراحمين، وروى بعض ما أثبت له المعراج إلى السملوات أن الله تعالى أمر الملك الذي أعرج به حتى أقامه (1) مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي المخزومي، عرض القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة، كان مجاهد أعلم بالتفسير، مات سنة (100 ها وقيل (102 ها وقيل غير ذلك وهو ساجد. له ترجمة في الذهبي. آبر عبد الله شمس الدين بن قايماز (ت 48 7ها، العبر في خبر من غبر، حققه وضبطه أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، لبنان، بيروت 1948 م، 125/1. وميزان الاعتدال في نقد الرجال، تحقيق علي محمد البجاوي، دار المعرفة للطباعة والتشر 1 1382ه- 1963 م، 439/3، السيوطي، تذكرة الحفاظ ص 35.
مخ ۷۹