============================================================
نكر شمود فأقبلت تمشي حتى توسطتهم ثم بركت للنتاج فلم تقم حتى وضعت سقبا قريبا منها في العظم ثم ذهب في طلب الكلأ فقال لهم صالح: { هدذهه ناقة الله لكم ماية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بيوو} [الأعراف: الآية 73]، وقال الله لصالح: دنينهم أن الباء فسمةا بنهم كل شربر تحضر ([القمر: الآية 28] فكانت الناقة ترهى يوما وتشرب يوما من البئر وكان طول الجب عشرين قامة، فكلما كان ورود الناقة ارتفع ماؤها حتى يبلغ رأسها الماء فتشرب حتى تنضلع فتصدر وأخلافها يشخب لبنا فيتلقونها بالمحاليب والأواني والأسقية ويعطيهم من الليل مثل ما قد شربت من الماء ولما أن وجد ثمود الناقة آمن به جندع بن عمر ومعه قوم من رهطه وأراد أشراف ثمود آن يؤمنوا به فنهاهم عن ذلك ذواب بن عمرو بن بشر والحباب صاحب أوثانهم ورباب بن صمعر وهو كاهنهم وكانوا أشرافا فردوا ثمود عن الإسلام وكان لجندع بن عمرو ابن عم يقال له شهاب بن خليفة فأراد أن يسلم فنهاه هؤلاء القوم فقال رجل من المسلمين يقال له مهديش بن غنمة في آمره شعر: وكانت عصبة من آل عمرو وإلى دين النبي دعوا شهابا عزيز تمود كلهم جميى فهم بان يجيب ولو آجابا لاصح صالتا فينا عزيزا ولم يعدل فصاحبهم ذوايا ولكن الغواة من آل حجر تولوا بعد رشدهم إيابا قال: ومكثت الناقة فيهم مع سقبها بدل أن ترعى الشجر وتأكل الكلاء وتشرب الماء فإذا كان يوم شربها حضرت الماء واستوعبته كله وإذا كان اليوم الثاني أخذت ثمود من الماء ما شاءت وادخرت ليوم شرب الناقة فكانوا في سعة من لبنها وكانت تسعهم وبرها إذا ألقت وبرها صيفا وشتاء فتوسعهم لحفا وخياما وكانت تصيف أيام الحر بظهر الوادي فتهرب منها المواشي لعظمها إلى بطن الوادي في حرة وجدبة وكانت تشتي ببطن الوادي فتهرب مواشيهم إلى ظهر الوادي إلى البرد والجدب فأضر ذلك لمواشيهم فكبر ذلك عليهم فعتوا عن آمر ريهم وأجمعوا على عقرها، وكانت في ثمود امرأتان مفسدتان إحداهما عنيزة بنت غنم تكتى بنت غنم وهي امرأة ذواب بن عمر وهي عجوزة مستة ذات بنات حسان والأخرى صدوق بنت المحيا وكانت من أحصن الناس وكانت غنية ذات مال ومن أشد الناس عداوة لصالح ويقال إنه عليه السلام كان ينهاهما عن عنيزة لفسادها وكان ابن خال لها يقال له صنيم بن هراوة فأسلم صيم وحسن إسلامه فكان ينفق مالها على أصحاب صالح فعلمت صدوق بذلك وعاتبته وفارقته حين عرفت إسلامه ودعاها زوجها إلى الإسلام فأبت عليه
مخ ۶۱