357

============================================================

ذكر ذي القرنين فأعطاه عبد الله بن طاهر وابنه طاهر خمسين آلف درهم وسرحه إلى باب الواثق فكان مدة خروجه ومسيره إلى أن رجع سنتين وسبعة أشهر، وروى عن سلام الترجماني أن الوائق بالله أمير المؤمنين رأى في المنام كأن سذ ذي القرنين قد سقط فدعاني وقال لي: مر وآتني بخبر السد وضم إلي خمسين رجلا ووصاني بخمسة آلاف دينار وأعطاني عشرة آلاف درهم ونال رجل من الخمسين آلف درهم ورزق سنة وأعطانا مائة بغل للزاد والمال وأمر بكتاب إلى إسحلق بن إسماعيل صاحب أرمينية(1) فشخصنا إسحلق إلى صاحب السرير وكتب لنا صاحب السرير إلى ملك ألان وهو طرخان وكتب ملك الان إلى الخزر(2) قال: فأقمنا عند ملك الخزر خمسة أيام ولياليها حتى وجه معنا خمسة من الأدلاء فسرنا من عنده ستة وعشرين يوما فوقعنا إلى آرض سوداء منتنة الرائحة فسرنا فيها عشرة أيام فوقعنا إلى مدن كثيرة خربة فسرنا فيها سبعة وعشرين يوما فسألنا عن المدن فخبرنا أنها مما خربها يأجوج ومأجوج ثم سرنا إلى حصون بالقرب من الجبل الذي فيه السد وفي تلك الحصون قوم يتكلمون بالعربية والفارسية ولهم مساجد وهم يقرأون القرآن، فسألونا من أين أقبلتم فأخبرناهم بأنا رسل أمير المؤمنين فجعلوا يتعجبون ويقولون: من عند أمير المؤمنين جئتم ثم قالوا أشيخ هو أم شاب؟

فقلنا: شاب فقالوا: وأين مكانه وملكه قلنا بالعراق بمدينة يقال لها سر من رأى (3) فقالوا ما سمعنا بهذا قط، ثم سرنا إلى جبل أملس ليس عليه صخرة فإذا بجانبه جبل مقطوع مقدار خمسمائة وخمسين ذراغا بعضادتين مما يلي الجبل عرض كل عضادة خمسة وعشرون ذراعا كليهما بلبن حديد مغيب في النحاس وسمكهما مقدار خمسين ذراعا وفوق الدربند بناء من اللبن الحديد إلى رأس الجبل ارتفاعه مد البصر، وفوق ذلك شرف من حديد وإذا باب من حديد ذو مصراعين عرض كل مصراع خمسون ذراغا في ارتفاع خمسين ذراعا في غلظ خمسة أذرع وعلى الباب قفل طوله سبعة أذرع في غلظ ذراع وارتفاع القفل من الأرض خمسة أذرع وإذا عليه مغلاق مقدار عشرة أذرع وعلى المغلاق مفتاح مغلق طوله ذراع ونصف له اثنتا عشرة سنة كل واحدة منها كرشحة أعظم مهراس والمفتاح معلق في سلسلة طولها ثمانية أذرع قال: فكان أهل تلك (1) ارمينية: بكسر أوله وبفتح، وسكون ثانيه، وكسر الميم، وياء ساكنة، وكسر النون، وياء خفيفة، اسم لصقيع عظيم واسع في جهة الشمال، المصدر السابق 159/1.

(2) الخرر: بالتحريك، وآخره راء" وهي بلاد الترك خلف الدربند قريب من سد ذي القرنين، قيل هو ممين بالخزر بن يافث بن نوح (عليه السلام). ياقوت الحموي: معجم البلدان 367/2.

(2) سر من رآى: سامراء: مدينة بين بغداد وتكريت على شرقي دجلة، ياقوت الحموي، معجم البلدان

مخ ۳۵۷