336

============================================================

ذكر عيسى ابن مريم عليه السلام فعاد باب السجن كما كان قال ولما بلغ الملك خبر شمعون أمر به فأدخل عليه وكلمه فرأى عقله ورأيه وبيانه فقربه فقال للملك يوما من الأيام بلغني آن في سجنك رجلين يزعمان أن الله تعالى أرسلهما إليك، فماذا قلت لهما وما قالا لك، قال الملك حال الغضب بيني وبين سؤالهما فأما إن شثت دعوت بهما فأكلمهما قال شمعون: لا حاجة لي بهما ولا بقولهما، فأما إن أحببت كلمتهما لك وعندك قال: فدعا بهما الملك فقال لهما: أخبراني من الذي أرسلكما إلى هذا الملك وقومه قالا: إن الله تعالى أرسلنا قال: ومن هو؟ قالا: الذي هو على كل شيء قدير قال فقضا عن عظمة الله تعالى قالا هو أعظم وأجل من أن تدرك عظمته ولكتا نصفه لك في كلمتين وهو آنه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد قال شمعون: إن كنتما تقدران أن تنفذا ما وصفتما من عظمته حتى نعاين ذلك لشفعت لكما إلى الملك فيعفو عنكما، وإلا رذكما إلى السجن والعقوبة، قالا: وأي شيء تريد آن نريك من عظمته وقدرته؟ قال شمعون: قد رأيت في هذه المدينة غلاما ليس له عينان فان جعلتما له عينين لشفعت لكما، فأمر شمعون فدعا الغلام ثم قال لهما: سلا ربكما أن يجعل له عينين ننظر إلى ذلك فشخصا بوجوهما إلى السماء يدعوان الله تعالى حتى انشق موضع البصر وشمعون يدعو سرا فعلمهما الله تعالى كيف يصنعان فأخذا حثوة من التراب ثم وضعا التراب في راحة الغلام ثم بزقا فيه فعجناها وبندقاها مثل الحدقة ثم خطا على قدر العينين خطا بالسواد ثم وضعا البندقتين في موضع العينين فصارا عينين للغلام فانكسرت شوكة القوم فقال الملك لشمعون: لعلهما ساحران، قال شمعون: أيها الملك هذا الأمر أعظم أن يطيقه الساحر وسأعرض عليهما خصلة أخرى، قال الملك: فافعل فقال لهما شمعون: فأنا أسألكما شيئا فإن قدرتما عليه فالحجة لكما، قالا: وما هو؟ قال: تدعون الله أن يحيي ميتا قد مات منذ سبعة أيام فيبعثه، قالا: نعم، فأمر الملك فأتي بميت قال بعضهم كان الميت ابن حبيب التجار، وقال بعضهم: كان ابن ابنة الملك فلما وضع بين يدي الملك على سرير قال لهما شمعون: فافعلا ما سألتكما فأقبلا على الدعاء والتضرع والابتهال وشمعون يعينهما بالدعاء سرا، فلم يلبثا أن شققت عن الميت أكفانه ورد الله تعالى إليه روحه فاستوى جالسا، فقال الملك: أخبرنا خبرك قال: إني مت سبعة أيام، فعرض علي عملي فوجدت مشركا فقذفت في سبع أودية من النار فكنت في كل واحل منها يوما وفي كل واد من ألوان العذاب ما لم أر مثله في الواد الآخر حتى اليوم، وإن الله تعالى أحياني ورد إلي روحي فلما حييت قيل لي انظر فوقك فشخصت ببصري ففتحت لي أبواب السماء فنظرت فإذا أنا برجل شاب حسن الوجه أبيض يخالطه حمرة متعلق بالعرش يشفع لهؤلاء الثلاثة، قال الملك: وأي الثلاثة قال : لهذا الشيخ الأصبح، ولهذا

مخ ۳۳۶