329

============================================================

ذكر عيسى ابن مريم عليه السلام هلم بطعامك فجاء برغيف واحد فسكت عيسى فمروا براعي غنم فنادى عيسى صاحب الغنم أن اجزر لنا شاة من غنمك، قال: نعم أرسل صاحبك يأخذها فأرسل عيسى اليهودي فجاء بالشاة فذبحوها وشووها وصاحب الشاة ينظر إليهم، فقال عيسى لليهودي: كل منها ولا تكسرن لها عظما فاكلوا فلما شبعوا جمع عيسى عظامها في جلدها ثم ضربها بعصاه فقال لها: قومي باذن الله تعالى فقامت الشاة تثغو فقال عيسى للراعي: خذ شاتك فقال له الراعي: ومن أنت؟ قال: أنا عيسى ابن مريم فقال: أنت الساحر الذي سمعت به ونفر منه فقال عيسى لليهودي أسألك بالذي أحيا الشاة بعدما أكلناها أكان معك رغيفان آم رغيف واحد فحلف آنه لم يكن معه إلا رغيف واحد فسكت وساروا فمروا بصاحب بقر فقال عيسى: يا صاحب البقر اجزر لنا عجلا من بقرك فقال: نعم ابعث صاحبك يآخذه فبعت عيسى اليهودي حتى جاء به فذبحوه وشووه وصاحب البقر ينظر فقال عيسى لصاحبه: كل منه ولا تكسر له عظما فلما شبعوا جمع عظامه في جلده وضربه بعصاه وقال له: قم باذن الله تعالى فقام العجل وله خوار فقال عيسى لصاحب البقر خذ عجلك فقال له: ومن آنت؟ قال: أنا عيسى ابن مريم قال: أنت الساحر ونفر منه، فقال اليهودي لعيسى: أحييت العجل بعدما اكلنا منه، قال عيسى: بل أحياه الله تعالى فأسألك بالذي أحيا العجل أكان معك رغيف أم رغيفان فحلف آنه لم يكن معه إلا رغيف واحد، فسكت عيسى ومضوا فانتهوا إلى قرية فنزل اليهودي أعلاها ونزل عيسى آسفلها وكان للقرية ملك مريض قد أعيا مرضه الاطباء فأخذ اليهودي عصا مثل عصا عيسى فظن أنه يقدر على إحياء الموتى، ثم جاء إلى باب الملك وقال: إني اشفي ملككم فقالوا: إنه قد عالجه أطباء كثيرون فعجزوا عنه ومن عجز عنه قتله، قال: أدخلوني عليه فإني آشفيه وإن مات أحييته فأتوا به الملك فأخذ برجله وجعل يضربه بعصاه فمات فجعل يضربه بعد الموت بعصاه وجعل يقول: قم بإذن الله تعالى فلما عجز عنه أخذه الناس وقالوا: قتلت ملكنا وأرادوا قتله فبلغ خبره عيسى فجاء وقد رفع اليهودي على الخشبة فقال عيسى: إن أحييت لكم صاحبكم أتتركون لي صاحبي هذا، قالوا: نعم، فدعا عيسى فعاش الملك وأنزل اليهودي من الخشبة ومضى معه فقال اليهودي: يا عيسى أنت أعظم الناس علي منة بسبب خلاصي من القتل فوالله لا أفارقك أبدا، فقال عيسى: أنشدك بالذي أحيا الشاة والعجل بعدما اكلناهما وأحيا الملك بعد موته وأنزلك من الجذع بعدما رفعت عليه كم كان معك من الأرغفة؟ فحلف بهذه كلها أنه لم يكن معه إلا رغيف واحد فسكت عيسى وانطلقوا فمروا على كنز قد حفرته السباع فظهر ولم يصل إليه أحد فقال اليهودي

مخ ۳۲۹