322

============================================================

ذكر عيسى ابن مريم عليه الشلام الخلق إلى توحيد الله تعالى ثم الإقرار بنبوة محمد وذلك قوله عز وجل: رإذ قال عيسى ابن ميم يبنى إشرهيل إنى رسول الله إلتكر تصدقا لتا بين يدى من النورلة ومبشرا ورسولو يأق من بعدى أسمهر أمد [الصف: الآية 1] صاحب الجمل الأحمر والتاج يعني العمامة والنعلين والهراوة يعني القضيب الأنجل العينين الصلت الجبين المقرون الحاجبين البادي النفقة الكث اللحية، الشثن البنان، الرجل الشعر الكثير النكاح أنزل عليه يا عيسى قرآنا أفرق به بين الحق والباطل، أختم به النبوة وأفتح به الدين، أمته خير أمة وخير من مضى وخير من بقي يقاتلون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم. وكان عيسى رجلا جميلا ولذلك سمي المسيح لأنه كان به مسحة من جمال ووصفه النبي فقال: رأيته ليلة المعراج كما وصفناه ورأيته كثير خيلان الوجه كأنه خرج من الديماس أي الحمام لصفاوة وجهه، وكان زاهذا سياحا يسيح في الأرض لا ينام في بيت وعليه برنس من شعر ومدرعة من شعر وثياب من شعر وفي يده عصا يبيت حيث جنه الليل سراجه ضوء القمر، وظله ظلمة الليل وفراشه الأرض، ووسادته الحجر وإدامه بقول الأرض وريحانه عشب الأرض لا يفرح بشيء من الدنيا ولا يحزن على ما فاته منها لزهده منها وكان يأكل خبز الشعير ويمشي ولا يركب ولا يمس النساء ولا يشم الطيب ولم يجعل بينه وبين الأرض فراشا قط ولا يهتم لغداء ولا عشاء وإذا أكل طعامه وضع بالأرض ولم يأكل مع طعامه إداما قط ويقول هذا لمن يموت كثيرا، وإن الحواريين قالوا: يا نبي الله تعالى لو اشترينا لك حمارا تركبه فقال: ليس عندي ثمنه! فقالوا: نحن نشتريه لك من عندنا فقبل، فاشتروا له حمارا فركبه يومه ذلك، فلما أمسى اشتغل قلبه بعلفه ومائه فقال: لا أريد شينا يشغل قلبي فرده عليهم ولم يركب بعد ذلك، ويروى آنهم قالوا: يا نبي الله تعالى لو بنيت دارا، قال: وما أصنع بالدار إن طال عمري خربت، وان لم يطل سكنها غيري فلا أدري كيف يكون حالها بعدي، فألحوا عليه فذهب بهم إلى شاطىء البحر فقالوا: ابنوا لي على هذا الموج المتلاطم الزاخر، قالوا: يا روح الله وهل يبقى البناء على الموج؟ قال: فكما لا يبقى البناء على الموج كذلك لا تبقى الدنيا على الآخرة. وروى عبد الله في كتاب المذهب وفي سائر كتبه كلاما كشيرا في زهد عيى ومواعظه لم نكتبها لوجودها فيها، وروي آن عيسى كان يسير يوما في مفازة فصحبه ثعلب فأنس به فبينما هو كذلك إذ أمطرت السماء فجعلا يسيران في الطريق فلم يلبث الثعلب إلى آن بلغ بخشه فدخله وبقي عيسى في المطر فرفع رأسه إلى السماء وقال: إللهي جعلت لكل شيء مأوى غير ابن مريم فإنه لا مأوى له، فأوحى الله تعالى إليه يا عيسى لقد خلقت لك في الجنة من القصور والمدائن ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وخلقت باسمك حورا وإنك إذا دخلت الجتة

مخ ۳۲۲