============================================================
ذكر عيسى ابن مريم عليه الشلام العبادة ويقال كان لها أخ يقال له هارون ويقال كان هارون رجلا مفسذا في ذلك الزمان فشبهوها به، والله تعالى أعلم بالصواب ويقال: معناه أنك من ولد هارون كما يقال للرجل إذا كان من بني تميم يا أخ تميم وللمرأة يا أخت تميم ما كان أبوك آمرا سوو) (مريم: الآية 28) أي زانيا فاجرا، وما كانت أماك بفيا [مريم: الآية 28] أي زانية، وكيف جئت بين الصالحين فأشارت إليه أن سلوه فإني لست أتكلم قالوا {كيف تكلم من كات فى آلمهد صبيا} [مريم: الآية 29] أتسخرين بنا بعد ما فعلت فأنطق الله تعالى عيسى بقدرته فتكلم قال إنى عبد الله عاتلفى الكثب وجعلنى بيا وجعلنى مباركا [مريم: الآيتان 30، 31] الآية.
وقال الذين ذكروا أن يحيى كان أكبر من عيسى بثلاث سنين فلما قال عيسى إني عبد الله} [مريم: الآية 30] ابتدر يحيى من بين أهله وقال: أشهد أنك عبد الله ورسوله فذلك قوله مصدقا بكلمة من الله} [آل عمران: الآية 39]، ثم إن عيسى أمسك على الكلام فلم يتكلم بعد ذلك حتى بلغ الوقت الذي يتكلم فيه الصبيان ولما سمع قومها قول عيسى أمسكوا عن ملامة مريم وعرفوا أنه الولد الذي بشر به على لسان الأنبياء ثم اختلفت الروايات فقال بعض الناس: إنها خافت على نفسها وولدها من اليهود فإنهم اكثروا في أمرها فحملها يوسف ابن خالها إلى أرض مصر ويقال أرض دمشق، وهذا أصح وهذا قول الله تعالى: وماويتهما إك ربوق ذات قرار ومعين [المؤمنون: الآية 50] فمكث عيسى بها إلى آن أوحى الله تعالى إليه ويقال: مكثت أمه معه هنالك ثلاث عشرة سنة حتى مات الملك الذي كان ببيت المقدس، وقال آخرون: لا، بل إنها مكثت ببيت المقدس حتى شب عيسى وأسلمته إلى الكتاب بدمشق والله تعالى أعلم، قال: وكانوا هناك في جوار رجل من الأغنياء وقد تكفل لهما بما يصلحهما وكان قد علم عيسى التوراة وكتب الأنبياء في بطن أمه، وذلك قوله تعالى: ويعلمه الكتب [آل عمزان: الآية 48] أي كتب الأنبياء مثل الزبور وغير ذلك والحكمة أي العلوم الذي يحتاج إليها والتوركة والانحيل} [آل عمران: الآية 48] فلما أسلمته أمه إلى الكتاب لم يلقنه معلمه شيئا إلا سبقه عيسى إلى علمه، ويروى أنه قال له: قل بسم الله الرحمن الرحيم فقال عيسى للمعلم ما معناه حتى أقوله، قال: قل أنت بسم الله، قال أنا لا أقول شيئا لا أعلم معناه، فضربه المعلم فقال عيسى لم تضربني ظلما إن علمت معناه فبينه لي، وإلا فأنا أخبرك بمعناه، فقال المعلم: فقل فما معناه؟ فأخذ عيسى يفسرها كلمة كلمة على أحسن بيان ويقال: إن المعلم قال له: قل أبجد فقال عيسى: وما معنى أبجد؟ قال: لا أدري، قال: فلم تعلمني ما لا تدري، قال المعلم: أو تدري أنت؟ قال: نعم، قال المعلم فعلمنيه قال له عيسى: فقم من مجلسك فقام فجلس عليه عيسى فقال: سلني، قال المعلم: فما
مخ ۳۲۰