============================================================
فكر زكربا ويحمن عليهما للثلام قالت: لا أطاوعك حتى تقضي حاجتي قال: وما حاجتك؟ قالت: رأس يحيى بن زكريا فنادى الملك من ههنا علي برأس يحيى بن زكريا فذهب أعوانه فأخذوه وذبحوه وجاؤوا برأسه في طست فلما وضع بين يديه طاوعته المرأة فعانقها وباشرها والرأس ينادي في الطست إلا أنها حرام لا تحل لك إلا أتها حرام لا تحل لك، فخسف الله تعالى بهم الأرض أعني الملك وابنة امرأته، وقال بعض الرواة كان مقتل يحيى قبل رفع عيسى ابن مريم إلى السماء وهذا أصح وإن الله تعالى قد سلط عليهم بعد قتلهم يحيل ملكا من ملوك فارس يقال له خردوس فسار إليهم في جنوده حتى وطىء الشام وبعث قائذا من قواده يقال له بيوزاذان وقال له: لقد حلفت بإللهي لثن ظفرت ببني إسرائيل لأقتلن منهم حتى يسيل الدم في عسكري إلا أن لا أجد من أقتله وكذلك أفعل بهم فجاء بيوزاذان ودخل بيت المقدس فدخل موضعا وجد فيه دما يغلي فسأل عنه وقال: إياكم أن تكتموني أمره، فقالوا: هذا دم قربان قربناه فلم يقبل منا فهو يغلي، قال: لم تصدقوني ثم انهم أخبروه أته دم نبي من آنبيائهم كان يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر قال: وما كان اسمه قالوا يحيى بن زكريا وكان قد سمع باسمه قال: فأخذ يقتل منهم على دم يحيى بن زكريا حتى قتل سبعين الفا إلى أن هدأ الدم فقال لبني إسرائيل إن الملك أمرني أن أقتل منكم حتى يبلغ الدم عسكره وإني أستنكر ذلك فأتوني بمواشيكم فاذبحوها ففعلوا ذلك حى سال الدم إلى عسكر خردوس فأرسل إليه ارفع القتل عنهم فقد انتقمت منهم، وروي أن بعض آنبياء بني إسرائيل قال: إنه دم نبي ولا يهدأ دم النبي حتى يقتل عليه سبعون ألفا فحينئذ قتل ما قتل منهم قال السدي وغيره وكان هذا بعد عيسى ورفعه إلى السماء والله تعالى أعلم ثم كانت بعد ذلك الأحداث في بني إسرائيل.
مخ ۳۱۶