307

============================================================

بات في ذكر عزير بن شرخيا ويقال ابن شروخا (1) وماكان من أهره عليه السلام وروي عن ابن عباس أنه قال: كان عزير بن شرخيا من أبناء الأنبياء وكان قد أحكم التوراة فلم يكن في زمانه أحد أعلم بالتوراة منه وكان في سبأ بخت نصر غلاما حدثا فلما بلغ أربعين سنة نبأه الله وأنه كان ببابل بقرية يقال لها سابراباذ وكان له ضيعة بقرية أخرى يقال لها دير هرقل ويقال بل خرج في حاجة له إليها فمر في طريقه بقرية خربة، وقد قام وقت الظهيرة فأصابه الحر فنزل بعض بساتينها وكان معه سلة من عنب وآخرى من تين وزق من عصير فوضعها وربط حماره واستلقى مستنذا إلى شجرة ينظر إلى خراب القرية ورآها خاوية على عروشها قال: أن يخىء هذه الله بعد موتها} [البقرة: الآية 259] ونقلها إنكارا للبعث واستبعادا منه لعمارة تلك القرية بعد خرابها وهلاك أهلها فبعث الله تعالى ملك الموت فقبض روحه فأماته هنالك مائة عام، فلما تمت المائة أحيا الله تعالى رأسه وقلبه وعينيه ليفهم وينظر، ثم خلقه وركب أعضاءه وكساه اللحم والجلد وهو ينظر إلى ذلك فلما تم جسمه وحياته جاءه ملك فقال له: يا عزير كم لبثت ويقال أتاه نداء من فوقه {كم لبنت قال لبنت يوما أو بعض يوم (البقرة: الآية 259) وذلك أنه نام عند الظهيرة وبعث آخر النهار والشمس مرتفعة فقال له الملك: بل ليثت مأئة عكام فأنظر إلل طعامك وشرابك لم يتسنه} [البقرة: الآية 259] يعني العنب والتين والعصير، وانظر إلى حمارك الميت فنظر فإذا عظامه قد بليت وهي بيض تلوح، فأمرها الله تعالى حتى تدب بعضها إلى بعض أو تصل كل واحدة بصاحبتها والتأمت الأعضاء والمفاصل ثم آنبت الله تعالى عليها العصب والعروق ثم اللحم ثم كساها جلذا، ثم دب الشعر ثم نفخ فيه الروح فقام قائما ينهق فذلك قوله عز وجل: وانظر إل العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبي لهر قال أعلم أن الله على كل شيو قيير [البقرة: الآية 259] ثم إنه ركب حماره وأتى منزله فلما دخل القرية لم يعرف أحذا ولم يعرفه فلما أتى داره لم يرها (1) انظر تفاصيل قصة نبي الله عزير (عليه السلام) في الثعلبي: العرائ ص 190 وما بعدها.

مخ ۳۰۷