300

============================================================

ذكر ما كان من فساد بني إسرائيل وتسليط العدو عليهم بنو إسرائيل لكانوا أيضا في أمان الله تعالى منك ومن غيرك فترك بخت نصر وخرج بالأسارى معه إلى أرض بابل وحمل معه دانيال بن حزقيل وأهل بيت دانيال الاكبر يحسن اليهم، ويقال إن عزير بن شرخيا التبي كان منهم ويقال: لا، بل كان صبئا من أولاد الأحبار في جماعة أولشك الأسارى والله تعالى أعلم، وأقام أرميا ببيت المقدس وهو خراب يبكي عليه وكان قد ساعده في بكائه الخطاطيف وتطوف معه ببيت المقدس فمن ثم نهي عن قتلها قال: وخرجت بقايا بني إسرائيل الذين أفلتوا من القتل والسبي وكانوا متفرقين حتى سمعوا بأرميا فاجتمعوا إليه وقالوا له: امض بنا إلى مصر فإن هنالك ملكا نعيش في ظله فخرج بهم إلى هنالك وذكر بعض الرواة أن بخت نصر سمع بخروجهم إلى مصر وهو يعدهم في نواحي الشام فكتب إلى ملك مصر: إن الذين أتوك عبيدي وهم يؤمنون بي، فابعث بهم إلي وإلا سرت إليك وفعلت ببلادك ما فعلت ببيت المقدس فكتب إليه ملك مصر: إن الذين أتوني أحرار وأبناء الأحرار ليسوا بعبيد وقد استأنسوا إلي فلا أدفعهم إليك قال: فقال أرميا لبني إسرائيل الذين هنالك توبوا إلى الله تعالى مما كنتم تعملون وإلا سار إليكم بخت نصر فيفعل بكم مثل ما فعل ببيت المقدس فقالوا: إن ههنا ملك لا يطيقه بخت نصر فقال أرميا: إن الله تعالى يسلطه عليه فيغلبه ثم إنه سار بهم إلى موضع على شاطىء النيل وقال: إنه إذا جاء وظفر ووضع سريره هنهنا وجعل آربعة أحجار تحت التراب وقال: يكون قوائم سريره على هذه الأحجار فلم يقبلوا منه قوله فسار بخت نصر إلى مصر وغلب عليها وأسر من وجد من بني إسرائيل وفيهم آرميا النبي، فلما رآه قال له: ألم آمن عليك وأعتقك؟ قال: بلى، قال: فما بالك جيت إلى أعدائي فوافقتهم؟ فقال: إني كنت آنصحهم وأعظهم وقد أخبرتهم بأتك تغلبهم وتملك هذه الناحية وعلامة صدقي آني قد أعلمتهم بموضع سريرك وأخفيت آربعة أحجار تحت التراب تكون قوائم سريرك عليها فأمر بخت نصر بأن ينظروا فإذا هر كما قال فخلى سبيله ورجع بمن أسر من بني إسرائيل وجرج إلى بلاده ودار مملكته فكان يكرم دانيال بن حزقيل وأهل دانيال الأكبر وكان لا يصدر في أمر إلا عن رأيه فحسده المجوس وقالوا لبخت نصر: إنك تكرم هذا الإسرائيلي وهو يخالفك لا يأكل من طعامك فدعاه يوما إلى طعامه فأبى أن يأكل فحبسه في السجن فبقي فيه إلى آن رأى بخت نصر رؤيا هائلة وفزع منها فدعا كهنته وخاصته وقال: إني رأيت رؤيا أفزعتني فعبروها لي، فقالوا: قضها علينا، فقال: قد نسيتها من الفزع، فقالوا: كيف نعبرها لك ولا نعلم ما رأيت فغضب عليهم وقال لهذا كنت اصطنعتكم اذهبوا فقد أجلتكم ثلاثا فإن أتيتموني بتأويلها وإلا قتلتكم وشاع خبر ذلك في الناس فبلغ دانيال الخبر في الحبس فقال لصاحب الحبس اذهب وقل للملك إن دانيال يقول إن علم رؤياك عندي، فقال: لا تتجاسر على ذلك

مخ ۳۰۰