296

============================================================

ذكر ما كان من فساد بني اسرائيل وتسليط العدو عليهم 19 أوحى إلى شعيا أن قل لملك بني إسرائيل فيوصي وصية ويستخلف من شاء من أهله فأتاه فأخبره بأن الله تعالى يأمره آن يوصي ويستخلف من يشاء من أهله فلما سمع ذلك صديقة أقبل على القبلة فصلى وسبح ودعا ويكى وقال: اللهم رب الأرباب وإكه الآلهة يا قدوس القدوس يا رحمن يا رحيم يا رؤوف الذي لا تأخذه سنة ولا نوم أنت تعلم سري وعلانيتي اذكرني بحسن فعلي وقضائي على بني إسرائيل فأسألك أن ترحم عبادك بني اسراثيل ولا تستأصلهم بذنوبهم وكان صديقة رجلا صالخا فاستجاب الله دعاءه وأوحى إلى شعيا أن قل لصديقة قد استجاب الله تعالى دعاءك ورحم عباده ونجاك من عدوك سنحاريب وقومه وآخر في أجل خمس عشرة سنة فأتاه شعيا وأخبره فلما سمع ذلك ذهب عنه الوجع وحر لله ساجذا، وقال: إللهي آنت الذي تعطي الملك من تشاء وتنزعه ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء أنت عالم الغيب والشهادة وأنت مجيب دعوة المضطرين فلك الحمد على ما أجبت من دعائي وتضرعي، ثم رفع رأسه وأوحى الله تعالى إلى شعيا أن قل لصديقة أن يأمر من يأتيه بالتين فيأخذ من مائه ويجعله على قرحته ففعل ذلك فشفاه الله تعالى منها، ثم أوحى الله تعالى إلى شعيا أن أخبره بأن الله تعالى يهلك عدوك ويكفيك آمره فانهم يصبحون موتى إلا سنحاريب وخمسة معه ويقال: أمره أن يأمر بني إسرائيل بالخروج فخرجوا فهزموهم وقتلوهم إلا خمسة نفر منهم سنحاريب وكاتبه فلما خرج الناس من غد على الرواية الأولى وجدوا القوم موتى إلا سنحاريب وخمسة معه آحدهم بخت نصر فبعث الملك في طلبهم فأدركوهم وأتوا بهم إلى صديقة فأمرهم فوضعت الجوامع رقابهم، فلما رآه خر لله تعالى ساجدا من حين طلعت الشمس إلى وقت العصر ثم رفع رأمه وقال لسنحاريب كيف رأيت ربنا الذي فعل بكم فقال سنحاريب قد أخبرت بأمر نبيكم وبحفظ الله تعالى لكم ولكنه لم أقبله فنصركم الله علي ثم إن ملك بني إسرائيل آمر حتى طيف بهم حول بيت المقدس كذلك سبعين يوما وجعل يطعمهم كل يوم قرصتين من شعير لكل رجل منهم، فقال سنحاريب لهم قولوا لملككم القتل خير مما تصنع بنا فأمر بهم إلى سجن القتل فأوحى الله تعالى إلى شعيا أن قل اصديقة فيرسل سنحاريب بعد ذلك ليندروا من وراءهم وقل له ليكرمه ويحسن إليهم، ويبلغهم إلى ديارهم ففعل ذلك بهم، وخلى عنهم فرجعوا إلى بلادهم فأخبروا قومهم بحالهم وحال بني إسرائيل ثم عاش سنحاريب بعد ذلك سبع سنين ومات واستخلف بخت نصر كاتبه ويقال: بل كان بخت نصر ابن سنحاريب والله تعالى أعلم ثم قبض الله تعالى ملك بني إسرائيل صديقة بعدما تم خمس عشرة سنة فخرجت آمور بني اسرائيل وتنافسوا الملك وقتل بعضهم بعضا وفشت فيهم الأحداث وبينهم شعيا فهو يعظهم فلا يقبلون منه، فأوحى الله تعالى إلى شعيا أن قم في قومك إني أوحي على لسانك فقام عليه

مخ ۲۹۶