278

============================================================

بات قي ذكر لقمان الحكيم رحمة الله عليه(1) قال الله تعالى: ولقد مانينا لقمن الحكمة} [لقمان: الآية 12)، وكان لقمان (2) في زمن داود وسليمان قالت الرواة منهم وهب وغيره كان لقمان عبذا حبشيا وقال سعيد بن المسيب (3) كان من سواد مصر والله أعلم، وقال بعض الناس كان تاجرا ويقال كان خياطا ويقال: كان راعيا والله أعلم، واختلفوا في نبوته فقال بعضهم كان نبيا وقال آخرون: كان عبذا صالحا، ولم يكن نبيا وقال وهب خيره الله تعالى بين النبوة والحكمة فاختار الحكمة على النبوة ومعناه عندنا أنه خير بين أعمال الأنيياء من دعوة الخلق والحكم بينهم، وبين الحكمة، فأما النبوة نفسها فلا يجزي فيها الاختيار عندنا، قالوا كان لقمان في زمن داود عبذا لرجل من بني إسرائيل فأعتقه وكان عبذا حبشئا أسود غليظ الشفتين والساقين والعضدين والمتخرين وليس آن يصطفي الله تعالى عباده على الحسن والجمال وإنما يصطفيهم على ما يعمل من غالب أمرهم وذكر خالد الربعي أن مولاه قبل أن أعتقه أمره يوما بذبح شاة فقال له: إذا ذبحتها فأتني بأطيب عضو من أعضائها فذبح لقمان الشاة وأخرج لسانها وقلبها وجاء بهما إلى مولاه فمكث ما شاء الله تعالى ثم أمره يوما آخر وقال: اذبح الشاة وأخرج لسانها وقلبها فأتى بهما مولاه فسأله عن فعله في المرة الأولى والأخرى فقال لقمان: إنه لا مضغة في الجسد إذا كانت طيبة أطيب من اللسان والقلب، ولا مضغة فيه إذا كانت خبيثة أخبث من اللسان والقلب، فكان هذا سبب عتق مولاه له وقيل: بل كان سبب عتقه أن مولاه أمره ذات سنة أن يزرع له سمسما في أرض له فذهب (1) باب ذكر تفاصيل قصة نبي الله لقمان (عليه السلام) في تفسير: ابن كثير: تفسير القرآن العظيم، دار المعرفة بيروت - لبنان 1402 ه- 1982 م. 3/ 441.

(2) (لقمان بن ناعور بل ناحور بن تارح وهو آزر، وقال وهب كان ابن آخت أيوب (عليه السلام) وقال مقاتل ذكر أنه ابن خالة أيوب) هكذا جاء في حاشية المخطوط، ورقة 450.

(3) سعيد بن المسيب المخزومي أبو محمد المدني سيد التابعين، ولد لسنتين مضتا - وقيل لأربع - من خلافة عمر (ت 94 ه). انظر الذهبي: أبو عبد الله شمس الدين بن قايماز (ت 748 ه) تذكرة الحفاظ، دار إحياء التراث العربي، بيروت لينان 54/1.

مخ ۲۷۸