262

============================================================

ذكر سليمان عليه السلام إلى بلقيس وقومها وكتب إليها كتابا يذكر فيه أنا لا نغتر بالمال ولا نطلب المال وإنما نطلب الدين فإن أسلمت وإلا أتيناها بجنود لا طاقة لها بها فذلك قوله تعالى: فلنأيتهم بجنود لا قبل لهلم بها ولنخرحنهم منها أذلة وهم صفرود} [الئمل: الآية 37] فلما ذهب الهدهد بالكتاب أمر سليمان بالرسل حتى أنزلوا وأكرموا وخلع عليهم من الخلع النفيسة ثم أذن لهم بالرجوع وبعث إلى بلقيس بهدايا أشرف من هداياها وأعطى الرسل خيلا كراما وصرفهم أحسن مصرف فلما رجعوا إلى بلقيس أخبروها بما رأوا من الأحوال وبما سمعوا من مقالة سليمان فقالت: ليس هذا بملك إنما هو نبي وإنه لا طاقة لنا بما تذكرون من جنوده ولا بذ لنا من الانقياد له فأجابت عن كتابه بأني قادمة عليك بمقاول قومي ومتبعة أمرك وممتثلة إلى إشارتك فرجع الهدهد إلى سليمان بالكتاب، ثم إن بلقيس عزمت على الخروج إلى سليمان وتهيأت لذلك وهيأت له الهدايا النفيسة وأمرت بسريرها فوضعته في سابع بيت لها بعضها في جوف بعض وقفلت على آبوابها جميغا وختمتها بخاتمها، ثم قالت لمن خلفته على سلطانها احتفظ بما قبلك وخاصة سريري فلا يصلن إليه أحد ولا يرينه أحد حتى آرجع ثم خرجت وخرج معها ستمائة امرأة من سادات قومها لخدمتها وأخرجت معها اثني عشر قيلا مع كل قيل ألوف من الجند، فلما رجع الهدهد إلى سليمان وأخبره بأمرها أمر الجن والشياطين ليأتونه بخبر مسيرها منزلا منزلا فلما تقاربت جمع سليمان أهل مشورته من الجن والإنس وقال لهم: يكأيا الملؤا أيكم يأتينى بعرشها قبل أن يأتنى مسلمي} (اليمل: الآية 38] قال تكلم الناس في سليمان من استحضار سريرها ووصولها إليه فأقول: قال قوم إنما فعل ذلك لأنه كان قد أعجبه وصف الهدهد لسريرها فأراد أن يكون له وعلم أنها إذا وصلت إليه خاضعة منقادة فلا يحل أن يستحضره عند ذلك وقيل: إنما فعل ذلك ليختبر بذلك عقلها أتنكر السرير أم تعرفه قيل: لا، بل أراد أن يكون ذلك معجرة له يحتج بها لنبوته فإنه كان أعظم معجزة وأظهرها وهذا أولى الأوقايل فلما قال ذلك سليمان قال عفريت يمن الجن أنأ مايلك بوه قبل أن تقوم من تقامك (الثمل: الآية 39] يعني من مجلسك الذي تجلس فيه حتى تقوم من مقامك قالوا: وكان يجلس بالغداة فلا يقوم إلى وقت القائلة فقال سليمان إنه يطول علي هذه المدة، وأنا أريد أسرع من ذلك قال ألذى صندو عله من الكتب) [النمل : الآية 40] قال أكثر أهل الأخبار إن اسمه آصف بن برخيا ثم قال بعض هؤلاء إنه كان كاتب سليمان وكان ابن أخته وكان صديقا يعلم اسم الله الأعظم وقال الأكثرون: لا، بل كان آصف معلم سليمان والمشير عليه في أموره وقال بعض الناس: كان اسم الذي عنده علم من الكتاب يليخا، والقول الأول أشهر فقال أنأ ماييك بهه قبل أن يرتد إليك طرفك} [الئمل: الآية 40) عند كلالة من النظر فأنا آتيك به قبل هذه المدة قال سليمان: فنعم فقام آصف بن برخيا وتوضأ وصلى

مخ ۲۶۲