258

============================================================

ذكر سليمان عليه الشلام موضع الماء فقالوا: إن كان أحد من جندك يعرفه فالطير فسأل الطير فقالوا: لا يعرفه متا أحد إلا الهدهد فإنه يرى الماء تحت الأرض كما يرى الناس الماء في القارورة فطلب سليمان الهدهد فلم يجده فقال: مالك لا أرى الهدهد [النمل: الآية 20] أخطأه بصري فلم يقع عليه أم كان من الفآيين) [النمل: الآية 20] لذلك لا أراه ثم قال: لأعذبنه عذابها شكدييا أو لاادبحنهر أو ليأتينى بسلطن ثبين [النمل: الآية 21]، قال شيخنا إن سليمان قسم حال الهدهد على ثلاثة أقسام: أحدها أن يكون غيبة الهدهد على سبيل هوى نفسه دون إنكار ملكه، أو يكون على سبيل إنكار ملكه وسيادته أو يكون على وجه العذر له في الغيبة فإن كانت غيبته لهوى نفسه بلا إذن قال: قإني أعذبه عذابا شديدا قال: وكان عذابه للطيران يأمر بنتف ريشها وإلقائها إلى النمل فيلدغنها وإن كانت غيبته على سبيل إنكار ملكي فلأذبحنه ذبحا فإن جرمه أعظم وإن كان على سبيل العذر فيه فعليه أن يأتيني بسلطان مبين أي بحجة ظاهرة وعذر واضح قال: وهكذا ينبغي للسيد أن لا يسوي بين أهل الجرائم في العذاب بل يجعل له منازل قوله تعالى: فمكث غير بييد [النمل: الآية 22) أي فلبث الهدهد غير طويل حتى حضر بعدما ذهب ورأى بلقيس ملكة سبأ وشاهد أمر مملكتها وأحوالها ورجع فقالت الطير ويقال لقيه الحمام أولا فقال له: ما خلفك عن الملك فقد أوعدك وهذدك بالعذاب الشديد والذبح فقال الهدهد: هل استثنى الملك، قال: نعم، قال: أو ليأتيني بسلطان مبين، فقال الهدهد: فقد آتيته بما يسر به سماعه ثم إنه أتى سليمان فقال له سليمان: أين كنت؟ فقال: أحطت بما لم تحط بد [النمل: الآية 22] وعلمت ما لم تعلم وقد أتيتك من سبيا بنكر يقين} [النمل: الآية 22] صدق، قال: وما ذلك النبأ؟ فقال: إنى وجدث آمرأة تملكهم وأوييت من كل شق و [النمل: الآية 23] مما يحتاج إليه الملوك ولما عرش عظي} [النمل: الآية 23]، فذكر وهب آن سريرها كان طوله في السماء ثلاثين ذراعا ومقدمه من ذهب مرصع باليواقيت والزمرد الأخضر ومؤخره من فضة مكلل بألوان الجواهر وكل قائمة من قوائمه من جوهر خلاف الآخر فقال سليمان : أخبرني عن دينها ودين قومها فقال: وجديها وقومها يسجدون للشتين من دون الله وزين لهم الشيطان أغكلهم فصدهم عن التبيل فهم لا يهتدود [اليمل: الآية 24] إلى الحق قال سليمان ألا يسجدوا لله} [النمل: الآية 25] معناه على قراءة من قرا بالتخفيف آن سليمان حين سمع بلقيس وقومها يسجدون للشمس من دون الله قال لمن معه: ألا يا هؤلاء اسجدوا لله الذى يخرج الخبء [النمل: الآية 25] الدفائن والمكامن كلها ممافى الشمنوت والأرض} [النمل: الآية 25] وهو يعلم ما يخفي أهل السماء والأرض وما يعلنون وهو الله لا إلله إلا هو رب العرش العظيو (النمل: الآية 26) وعرشه العظيم لا عرش بلقيس فأمر لمن معه بالسجود لله شكرا على ما هداهم

مخ ۲۵۸