============================================================
ذكر داود عليه السلام قال: فأجابه بالتكبير كل شيء خلقه الله تعالى من الملائكة والوحوش والهوام والشجر والحجر فصار في الهواء ثلاثة فأصاب واحد منها جبهته فدخل دماغه وخرج من قفاه وهزم قلب عسكره والحجر الآخر نحو ميمنة عسكره والحجر الثالث إلى ميسرة عسكره فهزمهم فولوا مدبرين واتبعهم بنو إسرائيل يقتلونهم كيف شاؤوا وتقدم داود إلى جالوت فحز رأسه وجاء به فرمي بين يدي طالوت وفرح هو والمسلمون بنصر الله تعالى، وقتل جالوت وهزيمة العدو فرحا شديذا وانصرفوا غانمين مظفرين إلى بلادهم؛ ثم إن داود طلب إلى طالوت آن يفي له ما وعده فاشتد ذلك على طالوت وندم، فقال لداود: إني أفعل ما ضمنت لك ولكن لا بذ لابنتي من مهر خلاف مهر الناس فقال: وما هو؟ قال: أن تأتيني بلسان ثلاثمائة من أعدائنا وظن أن داود لا يقدر وأنه يقتل قبل أن يصل إلى ذلك ، قال: فخرج داود فغزا العدو فهزم منهم جيشا وقطع ألسنة ثلاثمائة منهم وجاء بها إلى طالوت فكان طالوت يتبطأ في آمره فجاءه مشيخة من بني إسرائيل ومعهم شموئيل فلاموه على فعله فلم يجد بذا من آن يتزوج داود فزوجه ابنته قال: وانتشر ذكر داود في الناس وأحبته بنو إسرائيل فخشي طالوت أن تميل الناس إليه فقال طالوت لابنه: يا بني اقتل داود وإلا فإته يصير الملك إليه دوننا وفي رواية وهب أن الله تعالى أمر شموئيل أن يقول لطالوت فتغزو أهل مدين وكان قد كفروا فإذا ظفر بهم لم يترك فيها ذا روح إلا قتله فخرج طالوت إليهم وظقر بهم وقتلهم وأسر ملكهم فلم يقتله وساق مواشيهم فقال الله تعالى لأشموثيل: ألا ترى إلى طالوت أعطيته ملك بني إسرائيل فعصاني فجاء شموئيل إلى طالوت فقال له: ماذا صنعت عصيت الله تعالى واستبقيت الملك وسقت الدواب، وقد أمر الله تعالى أن لا يترك ذا روح قال: فإني استبقيته قربانا إلى الله تعالى ليكون دلالة إذا جئت به أسيرا وسقت المواشي لأقرب بها قربانا إلى الله تعالى فأوحى الله تعالى إلى شموئيل أني قد نزعت الملك من أهل طالوت فلا يملك أحد بعده عقوبة لمعصية فكان طالوت يخشى بعد ذلك زوال ملكه، فلما رأى حب الناس لداود أمر ابنه بقتل داود، فقال له ابنه يا أبت إن داود ليس أهلا للقتل منك مع صنيعه، فقال: إنك لغلام أحمق إنه سوف يأخذ الملك عنك وعن أهل بيتك فجاء ابنه إلى أخته امرأة داود فأخبرها وقال لها: أخبري زوجك آن يحذر طالوت فانه يريد قتله ثم إن طالوت شاور بعض وزرائه في قتل داود فقال له: إن ذلك لا يستقيم لك إلا أن تساعدك عليه ابنتك فجاء طالوت إلى ابنته فقال لها: إني أريد أمرا أحب أن تساعديني عليه فقالت: ما هو؟ فأخبرها فقالت له: يا أبت من الذي حملك على هذا أخشى أنك إن قصدت ذلك ولم تظفر به أن يظفر بك داود فيقتلك؛ فقال لها: إنك تحبين زوجك ولا تريدين مساعدتي قالت: دعني أحتال لك حيلة فتقتله كما شئت، قال: فافعلي فعمدت ابنته فأخبرت داود بأمر آبيها وأمر آخيها
مخ ۲۳۶