228

============================================================

ذكر الياس عليه الشلام وتلامينه غدرت ملكنا، فقال: إني لم أغدره ولكني دعوته إلى الله تعالى وتكفلت له بالجنة فإنه قد مات اليوم في ساعة كذا وكذا ودفنه أصحابكم ودفنوا معه كتابي هذا الذي كتبت له بالكفالة وقد وفى الله تعالى بما تكفلت له ورد علي كتابي هذا وهذا دليل صدقي فاصبروا الى أن يرجع إليكم أصحابكم فتعرفوا صدقي فحبسوه إلى أن يرجع أصحابهم فقصوا عليهم القصة فقالوا: أتعرفون ذلك الكتاب فأخرج ذو الكفل الكتاب فنظروا إليه وقرأوا ما فيه وعرفوه وقالوا هذا هو لا شك فيه وقد دفناه معه يوم كذا وكذا فحسبوا له الأيام فكان قول ذي الكفل وقولهم في موت الملك ودفنهم سواء فآمن القوم بذي الكفل واتبعوه ويقال آمن به مائة ألف وعشرون ألفا وأنه تكفل لهم مثل الذى تكفل لملكه فلذلك سماه الله تعالى ذا الكفل فهذه الروايات كلها قد جاءت في أمر ذي الكفل والله أعلم. وذكر وهب أنه كان بعد ما مضى ذو الكفل لسبيله في بني إسرائيل شاب صالح ولم يكن نبيا وكان يقضي بينهم ويعلمهم يقال له شمعون وكان من أفضلهم رأيا وعقلا ودينا وكان الله تعالى تبأه في المنام وأمره أن يحكم بين بني إسرائيل وكان كثير من أنبياء بني إسرائيل لا يأتيه الملك ولكن يراه في منامه بما يريد آن يبلغه منه وكان شمعون هذا الذي قطعت مذاكيره وسملت عيناه فعاتبه قومه في ذلك فقال: آما عيناي فكنت آنظر بهما إلى ما اشتغل قلبي عن ذكر ربي وتذكرني الدنيا فأحببت أن لا أرى بهما الدنيا وأما قطع مذاكيري فلأني لم أر فتنة أعظم من فتنة النساء ولا شهوة أشد وأوشك أن تجر صاحبها إلى النار منها فأحببت أن أبعد ذلك عني فأزداد فيها رغبة فلم يزل فيهم يمضي لهم أحكامهم حتى حضره الوفاة فاجتمعوا إليه وقالوا استخلف علينا فإنا نخاف آن تتركنا بلا خليفة فنختلف ونتنازع، قال: فاستخلف شمعون عليهم رجلا يقال له عيلي فقام فيهم بالعدل أحسن السيرة أربعين سنة ثم إنه شاخ وضعف وكان له ابنان فغلباه وعملا بالرشوة وفسقا واستحلا من القربان له زيادة على ما يكون لصاحب المذبح فغضب الله تعالى عليهم وحول عنهم الخلافة وعن الحسن أن الله تعالى غضب على عيلي لأثه رأى ابتا له ينظر إلى امرأة لا تحل له فقال له: مهلا يا بني فقال الله تعالى: لنبي كان في ذلك الزمان قل له إني لا أخرج من صلبك صديقا أبدا لم يكن من غضبك لي إلا أن قلت لابنك مهلا يا بني قال: وسقط عيلي عن سريره فانقطع بعض أعضائه وأسقطت امرأته ولذا لها وكان له ابن بعثه إلى الغزو مع التابوت فقتل ابنه وأخذ الكفار التابوت منهم وغلبوهم عقوبة من الله تعالى على هوانه في أمر الله تعالى وبعث في بني إسرائيل شموئيل نبيا.

مخ ۲۲۸