226

============================================================

ذكر الياس عليه السلام وتلاميذه فقام فتى شاب فقال: أنا أتكفل بذلك فقال له النبي أنت صبي لا تقدر على ما أقول ولا تصبر عليه فلما كان يوم الثاني جمع الناس وعرض ذلك عليهم فلم يجبه أحد فقام الغلام فقال: أنا أتكفل بذلك، فأجابه بمثل جوابه، فلما كان اليوم الثالث جمع الناس وعرض عليهم فلم يجبه إلا الغلام الشاب فقال إذا لا يجيبني غيرك، فعسى الله تعالى أن يوفقك فاجلس فاحكم بين الناس كما تراه حتى أنظر إلى حكمك وحالك فجلس وحكم بين الناس فرضي النبي حكمه فجعله خليفة وتوفي النبي، وفي بعض الروايات أن هذا النبي الذي تكفل عنه ذو الكفل هو اليسع فقام الفتى مقام اليسع وجعل يسير بسيرته لا يقصر في شيء منها فحسده إبليس فجاءه يوما من الأيام على هيئة شيخ وقد قام ذو الكفل من مجلس القضاء وقت الظهيرة ليدخل منزله فقيل وكان لا ينام إلا تلك الساعة الواحدة فاعترضه إبليس في الطريق وجعل يسأله ويكلمه ويشغله حتى فات وقت القيلولة ودخل وقت الصلاة فدخل ذو الكفل منزله وتوضأ وخرج وصلى وجلس للحكم بين الناس كما كان من عادته حتى أمسى ولم ينم، فلما كان اليوم الثاني جلس ليقضي بين الناس إلى وقت قاثلته فلما قام ليدخل منزله وينام اعترض له إبليس في هيئة الشيخ أيضا وحبسه وجعل يكلمه ويشغله إلى أن مضى الوقت ودخل وقت الصسلاة فتوضأ ذو الكفل وخرج للصلاة ولم يجد وقتا ينام فيه فجلس للحكم إلى المساء، فلما كان اليوم الثالث فعل به ابليس مثل ما فعله في اليومين ولم يقدر ذو الكفل على القائلة وكان لا ينام الليل وأراد عدو الله تعالى أن يقصر ذو الكفل فيما تكفل من أمر ذلك النبي فلما كان اليوم الرابع اعترض له إبليس مثل ما كان يعترض له في الأيام الثلاثة فقال له ذو الكفل أيها الشيخ عتيتني وذهبت بقائلتي ثلاثة أيام فقال: أنا الشيطان جئتك أفعل بك هذا لكي تغضب وتترك ما تكفلت به عن النبي فقال أعوذ بالله تعالى منك وذهب إبليس ولم يقدر عليه ولما أن وفى ذو الكفل بما تكفل به بتمامه سمي ذا الكفل، ويقال: بل كان ذو الكفل رجلا صالحا وكان في وقته ملك قتال يقتل الأنبياء والأحبار فجمع ثلاثمائة نبي ويقال أربعمائة وصلحاء وجعل يقتلهم في نهاره كله حتى أمسى وقد بقي منهم مائة نفس فقال: من الذي يتكفل هؤلاء عني فيردهم إلي غذا فأقتلهم فقام رجل وقال: أنا أكفلهم منك فكفل به ومضى بهم إلى منزله وعشاهم ثم سرحهم بجنح الليل حتى هربوا فلما أصبح الجبار طلب الرجل فقال أين الذين تكفلت بهم قال: لا أدري أين ذهبوا فأخذه الملك وعذبه ثم إن الله تعالى خلصه منه وشكر له سعيه وسماه ذا الكفل وقال آخرون: كان ذو الكفل نبيا بعثه الله تعالى بعد اليسع إلى ملك يقال له كنعان الذي ذكرناه وكان من العماليق وكان ذو الكفل يعبد الله تعالى سرا منه ويخافه لكفره وطغيانه فقيل للملك إن في مملكتك رجلا يفسد الناس فبعث إليه من يطلبه فأتى به فقال له ما هذا الذي بلغني عنك؟

مخ ۲۲۶