============================================================
ذكر إلياس عليه الشلام وتلاميذه الياس عند ذلك اللهم إن بني إسرائيل قد أتوا إلى الكفر وعبادة غيرك اللهم فغير ما بهم من تعمتك فأوحى الله تعالى إليه أن قد جعلت أمر أرزاقهم بيدك فقال إلياس اللهم احبس المطر عنهم فحبس الله تعالى المطر ثلاث سنين ويقال سبع سنين حتى جهدوا وأهلك كثير من الناس والدواب والمواشي، وإن إلياس خاف على نفسه من بني اسرائيل حين دعا عليهم بالقحط فاستخفى منهم وجعل يفر من موضع إلى موضع فاستخفى ليلة من الليالي عند امرأة فقيرة وكان لها اين شات يقال له اليسع بن أخطوب وكان مريضا به عاهة فدعا له إلياس فشفاه الله تعالى من عاهته وإن إلياس دعاه إلى الله تعالى وإلى متابعته فاتبعه وآمن به فلما أمسك الله تعالى المطر عن بني إسرائيل أرسل إلياس اليسع فقال: قل للملك إن إلياس يقول لك اخترت عبادة البعل على عبادة الله تعالى فاستعذ لعذاب الله تعالى، وانطلق إلياس ومعه اليسع فالتجأ إلى ذروة جبل منيع في غار هنالك وجعل يتعبد خفية من الملك فبقي هنالك ثلاث سنين ويقال سبع سنين وجعل الله تعالى يأتيه برزقه ويقال إن الله تعالى أمر غربانا حتى تأتي ناحية بيت المقدس تقلع الكرفس من شطوط أنهارها ويقال من شطوط أنهار دمشق فتأتي به باب الغار الذي فيه إلياس فترمي بها فيه القوت لإلياس فيفطر إلياس واليسع على ذلك، وفجر الله تعالى لالياس على باب الغار عين ماء يشرب ويتوضأ منها، ولما اشتد القحط على الملك وقومه أرسل الملك إلى السبعين الذين هم سدنة الصنم ودعاهم وقال لهم: سلوا البعل وقومه أن يفرج عنا ما بنا قال: فأخرجوه وقربوا له الذبائح وانعكفوا عليه بالدعاء والسجود وسألوه الفرج فلم يروا عنده إجابة، فقال الملك إن إلله إلياس أسرع إجابة له من البعل لكم، ثم إنه بعث في طلب إلياس ليدعو لهم بالفرج، فلم يجبهم فذكر أن العين الذي كان أظهرها الله تعالى لإلياس غار ماؤها فقال: يا رب قد غار مائي فقال الله تعالى إني أهلكت بدعائك خلقا كثيرا من بني إسرائيل عطشا وجوغا فلم تجزع لذلك وتجزع بغور مائك فقال يا رب دعني فأكون أنا الذي أدعو لهم بالفرج لعلهم يتذكرون ويرجعون، فقيل له: نعم، فجاء إلى بني إسرائيل، فقال لهم: أتعلمون أنكم على ضلال وباطل وأني على الحق وأن الله تعالى عليكم ساخط فأخرجوا صنمكم وادعوه بالفرج لكم، وأنا أدعو الله تعالى فإن أجاب صنمكم بقضاء الحاجة فأنتم على الحق، وإن لم يجب وأجابني الله تعالى دعائي فاعلموا آتني على الحق فقالوا نفعل وأخرجوا الصنم وقربوا له القربان ودعوه دعاء كثيرا وسألوه الفرج فلم يروا عنده إجابة فتوضأ إلياس وصلى ودعا رته بالفرج فنشأت سحابة مثل الترس ينظرون إليها ثم ترامى إليه السحاب فانبسطت وأطبقت عليهم فأرسل الله تعالى عليهم المطر وأعانهم وعاش الناس وخصبوا ولم يرتدوا على ما هم فيه من الكفر وكذبوا إلياس فضجر من ذلك
مخ ۲۲۴