============================================================
ذكر موسى عليه الشلام على الله تعالى وروي أن الله تعالى كلم موسى أربعة آلاف كلمة وكان آخر ما كلمه به أن قال موسى يا رب أوصني قال يا موسى: أوصيك بأبيك ثلاث مرات قال: يا رب أوصني قال: أوصيك بأمك ثلاث مرات قال يا موسى إن رضاء الأبوين رضائي وسخطهما سخطي: باب في ذكر وفاة موسى عليه السلام(1 قد اختلف أهل الأخبار في ذلك فروى محمد بن كعب القرظي والحسن البصري قالا: لما حولت النبوة من موسى، وذلك أن الله تعالى لما أراد أن يزهد موسى في الدنيا ويبغضها إليه ويحبب إليه الموت فحول النبوة عنه إلى يوشع فكان الوحي يأتيه دون موسى يروح ويغدو على يوشع فيقول له: يا نبي الله هل أحدث إليك وحيا فقال له يوشع: يا نبي الله تعالى إني منذ صحبتك إلى يومنا هذا سألتك عن شيء حدثك الله تعالى حتى تكون أنت الذي تخبرني به أولا. فلما رأى موسى ذلك كره الحياة وأحب الموت قال: إن صحت هذه الرواية فليس معناه إلا أن الله تعالى نزع النبوة عن موسى فإنه لا يجوز نزع النبوة من النبي ولكن معناها أن موسى ضعف عن احتمال أعباء النبوة من دعوة الخلق وتعليمهم والحكم بينهم فصرف الله تعالى ذلك إلى يوشع، وهذا كما أن هارون كان نبيا في زمن موسى إلا أن الوحي كان يأتي موسى دونه ويأمره الله تعالى بما يأمره به من تعليم الناس وغيره كذلك صير الله تعالى نزول الوحي والأمر والنهي والأحكام إلى يوشع وأن موسى كان على النبوة لا نزع لها فأعرف ولما أحب موسى الموت بعث الله تعالى ملك الموت حتى قبضه. ويروى آن موسى كان يوما جالسا يقضي بين بني إسرائيل إذ جاءه رجل فجلس بين القوم فأنكره موسى ودخله من تلقائه شيء فقام ودخل على أمه وكانت في الأحياء واسمها حبورا فقالت له: لم تقوم في هذه الساعة فما بالك؟ وكان موسى إذ اغتم من شيء دخل عليها فأخبرها فقالت له: هل كرهت من قومك شيئا؟ قال: لا، ولكن جاءني رجل فأنكرته فقمت لذلك قالت: وما ظنك به؟
قال: أظته ملك الموت قالت: أفلا تحققت ذلك فخرج موسى فوجد الرجل قائما بالباب فقال من آنت يا عبد الله؟ قال: أنا ملك الموت بعثت لأقبض روحك وأمرت بطاعتك، قال موسى: أفلا تراجع ربك قال: نعم إن شئت أمهلتك عدد نجوم السماء من السنين، قال موسى: ثم مه، قال: ثم الموت، قال: فما منه بد؟ قال: لا، قال موسى: فامض لما أمرت ولكن دعني حتى أدخل على أمي وبناتي أودعهن قال: نعم، فدخل على أمه (1) انظر وفاة موسى (عليه السلام) في: ابن كثير - الداية والنهاية 418/1.
مخ ۲۱۵