196

============================================================

ذكر موسى عليه السلام فقال: السلام عليك أيها الخضر يا نبي الله تعالى، فقال الخضر: وعليك السلام يا موسى يا راعي بني إسرائيل، قال: ومن أعلمك أني موسى نبي إسرائيل قال: أعلمني الذي دلك علي وعلى مكاني، ثم قال له: يا موسى ظننت أنه لا أحد فوقك في العلم حتى أخبرك الله تعالى بي فجئت لتجمع علمي إلى علمك، قال: نعم جئتك لتعلمني من علمك قال الله تعالى: فوجدا عبدا من عبادنا انيله رحمة من عندنا وعلمنله من لدنا علما قال له موسى هل أتبعلك على أن تعلمن مما علمت رشدا (الكهف: الآيتان 15، 16]، قال له الخضر: إنك كن تستطيع ميى صبرا [الكهف: الآية 67] وكان لك كفاية فيما عندك من العلم قال موسى: ولم لا أستطيع معك صبرا؟ قال: لأني أعمل أعمالا ظاهرها منكر ولا تعرف وجه الحكم فيها فتنكرها وكيف تضير على ما لز تحط بد (الكهف: الآية 18) أي لا يحيط علمك بوجهه قال موسى: ستجدق إن شاء الله صابرا ولا أعصى للك أمرا} [الكهف: الآية 69) قال: فإن أتبعتنى [الكهف: الآية 70] وصحبتني فلا تشتلنى عن شىء حتى أحدث لك منه ذكرا} (الكهف: الآية 70] قال: كذلك أفعل إن شاء الله فانطلق الخضر وموسى، وفي بعض الروايات أن موسى كان جالسا عند الخضر على ساحل البحر وعلى التاحل قصب فجاءت عصفورة وجعلت تصفر ساعة ووقفت على القصبة ساعة ثم نزلت إلى البحر فأخذت بمنقارها قطرة ماء ثم طارت شرقا وغربا وخلفا وأماما ثم قذفت بالماء من منقارها في البحر فأخذت بمنقارها ورجعت ووقفت على القصبة وجعلت تصفر ثم نزلت ثانية فأخذت بمنقارها من ماء البحر ورجعت وطارت كما طارت أول مرة ثم قذفت الماء في البحر ورجعت ووقفت على القصبة وجعلت تصفر فقال الخضر لموسى: هل علمت ما تقول العصفورة؟ قال: لا، قال: إنها أخذت قطرة من ماء البحر فطارت يمينا وشمالا فقذفت الماء ورجعت وقالت: ليس علم موسى مع علم أهل المشرق والمغرب في جنب علم الخضر إلا أقل من هذه القطرة في جنب هذا البحر وأخذت القطرة مرة ثانية وقذفتها في البحر وقالت: ليس من علم أهل الأرض وعلم موسى وعلم الخضر في جنب علم الله تعالى إلا أقل من هذه القطرة في جنب هذا البحر، قال الله تعالى: فأنطلقا حتحا إذا ركبا فى السفينة خرقها} ([الكهف: الآية 71] قال إن الله تعالى لم يذكر بعد هذا من أمر فتى موسى شيئا قال قوم: لأن موسى لما وجد الخضر وصحبه رد يوشع إلى بني اسرائيل ليخبرهم بحال موسى لثلا يضجروا ويقال: لا بل كان يوشع معهما إلى آن فارق موسى الخضر وعلى هذا رواية وهب إلا أن الله تعالى لم يذكره لأن موسى كان هو المتبوع ويوشع كان تبعا له، وإنما يذكر المقدم دون التبع، قال: فلما ركبوا البحر ولجة السفينة أخرج الخضر فأسا وجعل يخرق السفينة فقال أهل السفينة: فما تصنع فلم

مخ ۱۹۶