============================================================
ذكر موسى عليه الشلام بالمحبة فذلك قوله تعالى: وألقيت عليك محبة منى} [طله: الآية 39] ثم أتت به إلى فرعون وقالت: انظر ما في هذا التابوت؟ فلما رآه فرعون ألقى الله محبته في قلبه، وأقبلت ابنة فرعون وجعلت تأخذ من ريقه ولعابه وتلتطخ يه جسدها وتقبله وتضمه إلى صدرها فبرئت من برصها فأحبه حبا شديذا فقال أعوان فرعون: انظر في أمر هذا المولود لا يكونن الذي حذرت منه اطرح في الماء فرقا منه فاقتله فهم بذلك فرعون، فقالت امرأته: قرث عين لى ولك لا نقشلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا [القصص: الآية 9] وكانت لا تلد، فقالت لفرعون: هبه لي أتخذه ولدا، فوهبه لها، وقال: أما أنا فلا حاجة لي فيه، وروى ابن عباس قال : لو قال فرعون هو قرة عين لي، كما قالت امرأته لهداه الله تعالى به ولم يضره شيء من موسى ولكن حرمه الله تعالى ذلك أنهم سموه موشي وذلك لأن مو بالعبرانية هو الماء وشي هو الشجرة قالوا وجدناه بين الماء والشجر فنسميه بهما فذلك قوله تعالى: فالتقطه مال فرعوت ليكون لهر عدوا وحزنا [القصص: الآية 8] قال ابن عباس: إن أم موسى لما ربط الله على قلبها رجعت إلى ابنتها أخت موسى وقالت لها انطلقي على شاطىء النيل، ليكون التابوت قذفه الماء فتقصي أثره وتأتيني بخبره ففعلت ذلك، قال الله تعالى: وقالت لأختهم قصيه فبصرت يوه عن جنب وهم لا يشمروت [القصص: الآية 11] ثم أرسلوا إلى النساء يطلبون له مرضعة فأحضروهن فلم يقبل موسى ثدي أحد منهم قال الله تعالى: وحرمنا عليه المراضع من قبل (القصص: الآية 12] فشق ذلك على امرأة فرعون فقالت أخت موسى لهم حين رأت وجدهم به وحرصهم عليه هل أدلكر على أهل بيت يكفلونه لكم وهم لو نصحو [الفصص: الآية 12]، قالوا: فأخذوها وقالوا لها: من أنت؟ ومن هذا الغلام حتى تقولي إنهم ينصحونه قالت: نصحهم له لقرب منزلته منكم ومن الملك ولفراغة قلبكم، فقالوا لها: اذهبي فأتي بمن تقولين فأسرعت إلى أمها فأخبرتها بالخبر فجاءت بأم موسى تشكره فقالت: هل آدلكم على ظشر فناولوها موسى فوضعته في حجرها، فلما شم ريح أمه سكن وقبل ثديها ويروى آن موسى قبل آن رده الله إلى أمه كان لا يسكن بالليل ويبكي وامرأة فرعون ساهرة لأجله توجره عسلا ولبنا وغير ذلك، فلما قبل موسى ثدي أمه فرحت آسية فرحا شديذا وفرح الجميع لذلك، وأمرت بتخلية دار في القصر لأم موسى فيها وأخدمتها من خدم القصر ما تحتاج إليه، فكان يغدى عليها بطعامها وشرابها وتخدم كما يخدم الملوك منا من الله تعالى ولطفا لها ولنبيه موسى، وفي رواية أخرى أن أم موسى قالت لآسية حين وجدت ابنها إني لا أستطيع أن أترك بيت زوجي وخدمته فإن طابت أنفسكم بدفعه إلي فأذهب به إلى بيتي، ولا آلوه إلا خيرا وإلا فأنتم أبصر فلم تجد آسية صبرا من دفعه إليها حتى ذهبت به إلى
مخ ۱۶۰