============================================================
ذكر يوسف عليه الشلام يوسف بل كانوا عند أبيهم أو في مواشيهم فإن الوارد لما وجده أتي به نحو مالك فأخفاه، قالوا: ولذلك قال الله تعالى: يكيشرى هلذا غلم وأسروه يضلعة} [يوسف: الآية 19] أي أخفوه عن سائر القافلة لئلا يسألهم الشركة فيه، فلما ارتحلوا وظهر في الطريق سألوا عنه فقال مالك بن ذعر هو بضاعة قد استبضعها أهل الماء قال والأولى عندي أن اخوة يوسف لم يبيعوه ولا يجوز من الأنبياء بيع الحر لا سيما أخ من إخوانهم ومع هذا ان الله تعالى لم يذكر أن إخوته باعوه بل قال خبرا عن الوارد أنه استبشر بوجود يوسف فقال: يكبشرى هذا غلم واسروه يضكعة} فهذا فعل معطوف على ما قبله من فعل الواردين ثم عقبه بقوله: وشروه [يوسف: الآية 20] فيجب أن يكون أيضا عطفا على فعل السيارة وليس ههنا ذكر من الله تعالى لإخوته فإن قيل فما معنى قوله: وكانوا فيه ين الزهد (يوسف: الآية 20] مع رغبة السيارة في يوسف وحفظهم قلنا معناه أنهم شروه بمصر كانوا في آمره وحفظه من الزاهدين وذلك آن يوسف مع ما كان عليه من حسنه المذكور المشهور وهو صبي لم يستبعد أن يظن ظان لعلهم رغبوا في شرائه للريبة فأخبر الله تعالى أنه صرف عنه أوهام خلقه معجزة ليوسف، فلم ينظر أحد بعين الريبة. فقوله: وشرره} أي مالك بن ذعر وأصحابه بمصر بنمي بخس درهم معدودة [يوسف: الآية 20] والدليل على أن البيع كان منهم قوله عقيبه وقال آلزى اشتركه من يضر (يوسف: الآية 21]، فدل على أن هذا البيع كان بمصر من إخوة يوسف قال: وقد روى بعض الناس في قصة بيع إخوة يوسف إياه واشتراطهم على مالك بن ذعر أن يغله ويقيده ويلبسه الخشني من اللباس وغير ذلك، وما كان لهم من الجفاء إليه والتهديد له ثم ما كان من أذى السيارة ليوسف في الطريق لست أصدق بهؤلاء ولا أحب ذكرها لذلك لم اكتبها.
باب في ذكر ورود السيارة بيوسف مصر وبيعهم إتاه من العزيز(1 وذلك أن مالك بن ذعر كما روته الرواة حين ورد به مصر عرضه على البيع وعن ابن عباس رضي الله عنهما أثه قال مالك ليوسف: من أنت يا غلام؟ قال: أنا يوسف بن يعقوب بن اسحلق بن إبراهيم عليه السلام فاستعظم مالك بن ذعر ذلك وقال له: يا غلام فادع الله لي ليهب لي ولذا فإنه لا ولد لي فقال يوسف: اللهم كثر ماله وولده فولدت له امرأته عشرة أبطن ويقال اثنا عشر بطنا كل بطن توأمين وذكر أنه لما عرضه على البيع زينه بزينة المماليك وأقامه للبيع ويقال: اجتمع عليه الناس للنظارة إذ لم يكونوا رأوا مثله قط (1) انظر تفاصيل هذا الباب في اين كثير - البداية والنهاية 286/1.
مخ ۱۱۳